غزة ـ محمد حبيب
تحل الإثنين الموافق 11 أذار/مارس 2013، الذكرى الـ 35 على استشهاد البطلة الفلسطينية دلال المغربي، التي قادت مجموعة فدائية واشتبكت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على مشارف مدينة تل أبيب في العام 1978 . وتُعتبر الشهيدة دلال المغربي واحدة من أشهر المناضلات الفلسطينيات، ولدت في العام 1958 في أحد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948، وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية في المخيم، وقررت الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية والعمل في صفوف الفدائيين في حركة "فتح" وهي لا تزال طالبة، حيث تلقت العديد من الدورات العسكرية ودروس في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعُرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بجرأتها وشجاعتها وحسها والوطني الرفيع وإخلاصها لفلسطين ولحركة "فتح". وقد أثر اغتيال القادة الفتحاويين الثلاثة، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، على أيدي الإسرائيليين في العام 1973 أثر سيء على الشهيدة المغربي، وترك ما كانت تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر ومقيت في داخلها شعورًا بالمرارة والغيظ، ناهيك عن البؤس الذي كانت تعيشه أسرتها، شأن سواد قاطني المخيمات، نتيجة هجرتهم القسرية التي ما كانت لتحدث لولا الاحتلال الإسرائيلي لبلدها فلسطين، لذا أخذت تراود دلال كغيرها من أترابها ورفاقها في الأسى من سكان المخيمات مشاعر سلبية جياشة ولّدت تصميمًا على الإتيان بأمر تُطفئ معه غليلها. ووضعت فرقة "دير ياسين" الخطة على يد الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تقوم على أساس القيام بعملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست، حيث تسابق الفدائيون الفلسطينيون على المشاركة فيها، وعلى رأسهم دلال المغربي التي كانت في العشرين من عمرها، وتم اختيارها رئيسًا للمجموعة التي ستنفذ العملية، والمكونة من عشرة فدائيين، وقد عرفت العملية بعملية "كمال عدوان"، والفرقة باسم "دير ياسين"، وفي صباح 11/3/1978 نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت المجموعة قاربين، ونجحت عملية الإنزال والوصول، من دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين، ونجحت دلال وفرقتها في الوصول نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على الحافلة بجميع ركابها الجنود، في الوقت الذي تواصل الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة. وأدت هذه العملية الى إيقاع المئات من القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، وعلى ضوء الخسائر العالية قامت حكومة الاحتلال بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها إيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، حيث استخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي إلى القيام بتفجير الحافلة وركابها مما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة أمر باراك بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهدوا جميعًا.