عمّان ـ إيمان أبو قاعود
أظهرت جمعية حقوقية أردنية، البداية الدموية للعام 2013 بالنسبة للنساء في دول عربية وأجنبية عدة، حيث تعرضت العديد منهن للقتل بذريعة "الشرف" وفقدن حقهن في الحياة، وهو أقدس حق من حقوق الإنسان، فيما لم تفلح الجهود المبذولة في كثير من الدول للقضاء على هذه الجريمة اللاإنسانية وغير الأخلاقية، وتراجعت في دول قليلة أخرى، واتخذ بعض مرتكبي هذه الجرائم أساليب جديدة ومتنوعة للتغطية عليها. وقال معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، إن "قلة البيانات المتعلقة بالجرائم المرتكبة بإسم الشرف تُشكل عائقًا جديًا أمام القائمين على وضع السياسات والتشريعات والاتفاقات على الصعيدين المحلي والدولي، كما يُشكل عدم القدرة على الوصول المعلومات والبيانات من السجلات الرسمية وبخاصة الجنائية منها، عائقًا آخر يضع جهود الحد من هذه الجرائم في مهب الريح، وتنتشر جرائم الشرف في العديد من دول العالم وبخاصة في سورية ولبنان والأردن وفلسطين وباكستان ومصر وتركيا واليمن، كما أنها منتشرة بين جاليات بعض هذه الدول في دول العالم المختلفة، ويقدر عدد الضحايا بالآلاف، وتتفاوت هذة الأرقام لدرجة التباين بين ما تعلنه الجهات الرسمية وما توثقه مؤسسات المجتمع المدني". وأفاد بيان صادر عن "تضامن"، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أن "الرقعة الجغرافية لإرتكاب جرائم الشرف قد اتسعت على مستوى العالم، حيث ألقى شاب بأخته من نافذة الطابق التاسع لأحد مباني مدينة سان بطرسبورغ في روسيا بعدما علم بأنها تخون زوجها إلا أنها لم تمت، وفي بريطانيا نشرت إحصاءات رسمية للمرة الأولى عن ما يُسمى بجرائم الشرف، وذلك بالتعاون مع جمعية نسائية عضواتها مسلمات من منطقة الشرق الأوسط، ويبحث محققو شرطة لندن في ملفات جرائم قتل تعود إلى 10 أعوام مضت، وقعت 52 منها في لندن بينما وقعت 65 جريمة في أجزاء أخرى من إنكلترا وويلز، وفي الإطار ذاته أوصت الشرطة الأوروبية بإنشاء وحدة لمكافحة جرائم القتل بداعي الشرف التي انتشرت في القارة الأوروبية بشكل ملحوظ". كما تطرق البيان ذاته إلى "صحافية أردنية أكدت إجبار شاب لشقيقته على شرب كأس ماء مسموم بمادة اللانيت ثم تم نقل الضحية إلى المستشفى لتغطية الجريمة على أنها محاولة انتحار، إلا أن كمية السم في جسم الفتاة كان وراء كشف حقيقة ما حدث، وهو أن أحد أشقائها نفذ جريمته بإجبارها على شرب السم بعلم والده، بحجة تطهير شرف العائلة، في ما تُعد هذه الجريمة هي الثانية التي تُرتكب بالحجة ذاتها منذ مطلع العام 2013"، مضيفًا أن "الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الدورة الـ 59 والتي انعقدت بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2004، وبالبند 98 تحديدًا والذي جاء تحت عنوان (العمل من أجل القضاء على الجرائم المرتكبة ضد النساء والفتيات بإسم الشرف)، شددت على الحاجة إلى معاملة جميع أشكال العنف المرتكب ضد النساء والفتيات بما فيها الجرائم المرتكبة بإسم الشرف، بوصفها أعمالاً إجرامية يُعاقب عليها القانون". وطالب "تضامن"، الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني وصانعي القرار ورجال الدين ووجهاء العشائر، بتكثيف الجهود المبذولة لمنع ارتكاب جرائم "الشرف"، وضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب باتخاذ إجراءات إدارية وقانونية وتعديلات تشريعية عند الضرورة، والعمل على زيادة الوعي المجتمعي وتغيير الصور والسلوكيات النمطية حول النساء، ودعوة وسائل الإعلام المختلفة للقيام بتسليط الضوء على هكذا جرائم وعلى رفض المجتمع لها، وإجراء دراسات وأبحاث معمقة تحدد أسباب ودوافع ونتائج إرتكاب جرائم "الشرف"، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والمأوى للناجيات والضحايا المحتملات، والتركيز على جمع المعلومات والإحصاءات لتحديد حجم المشكلة وضمان وضع الحلول المناسبة.