القاهرة ـ أكرم علي
كشفت مصادر دبلوماسية أن هناك تشديدات من الخارجية الأميركية على السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون بعدم الإدلاء بأي تصريحات تخص الشأن المصري وأن تتوخى الحذر في كافة التصريحات التي تطلقها، بعد إثارة الانتقادات طيلة الفترة الماضية بسبب ما تصرح به بشأن الشؤون المصرية. ورفضت السفيرة الأميركية التعليق على التعديل الوزاري الجديد قبل يومين، وقالت إنه شأن مصري يخص الشعب المصري وحده، وهو ما يتطابق مع وجهة نظر الخارجية الأميركية. وقالت باترسون في تصريحات للصحافيين في مقر السفارة قبل أيام، إنها لا تستطيع أن تعلق على التعديل الوزاري الجديد في مصر وإمكانية تأثر قرض النقد الدولي بالتغييرات الجديدة، مما يثير الاستغراب بعد تصريحاتها التي تنتهي عن كل شيء يجري في المجتمع المصري. وأضافت المصادر الدبلوماسية لـ "العرب اليوم" أن تصريحات باترسون عن التدخل العسكري في الأعمال السياسية وعودته للحكم سوف يكون كارثة للعلاقات بين مصر وأميركا والتي ذكرتها في كلمتها التحضيرية لندوة نادي الروتاري الأسبوع الماضي، وآثارت الكثير من الجدل، كانت السبب الرئيسي في الحذر من إطلاق تصريحات جديدة تتعلق بالشأن المصري. "تزداد كراهية المصريين للسفيرة الأميركية يوما بعد يوما بسبب تدخلها في الشأن السياسي الخاص بمصر دون مراعاة لاحترام سيادة الدولة"، هكذا رأى أحد المواطنين المصريين ويدعى "محمد سامي" (28 عاما). يقول سامي لـ "العرب اليوم" إن السفيرة الأميركية في مصر تتحرك مثلما تشاء دون حساب أو عتاب من أحد، وذلك لعلاقتها القوية بجماعة "الإخوان المسلمين" التي لا تسألها عن شيء. فيما قال حسين غفران (طبيبا) لـ "العرب اليوم" إن الإسلاميين يتحدثون عن الولايات المتحدة وكأنها عدو أمام الإعلام ولكن في الخفاء يتعاملون معها بأنهم أصحاب الفضل عليهم، ويلبوا لهما ما يرغبون. أضاف غفران أن غالبية المصريين لا يرحبون بالسفيرة آن باترسون ويصفها البعض بأنها عميلة وليس سفيرة دبلوماسية مثل باقي سفراء الدول في مصر. ومن جانبه قالت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة محمد سالمان "إن الولايات المتحدة في موقف حساس الآن، وتخشى سيل الانتقادات التي تتعرض لها من الداخل والخارج بسبب تصريحات السفيرة الأميركية في القاهرة والتي تأتي غالبا في صف الإخوان وتظهر دعم الولايات المتحدة لمصر. أضاف سالمان لـ "العرب اليوم"، إنه ليس من عادة الولايات المتحدة أن تقف في موقف سلبي، وهذا يعني أنها تعيد النظر في العلاقة بينها وبين الإخوان المسلمين بعد أن وضعت إدارة أوباما في حرج شديد أمام الرأي العام الأمريكي". وأشار أستاذ السياسة محمد ماهر إلى أن أي تصريح يصدر عن السفيرة الأميركية سواء كان بترحيبها للحكومة الجديدة سوف يعني دعمها للإخوان المسلمين مجددا، وإذا قالت نرفض التعديل الجديد سوف يدل إلى فشل الموقف الأمريكي واحراجها بالاعتراف بالفشل. ومن جانبه أكد السفير محمود زين، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية لـ "العرب اليوم" أن الخارجية الأميركية تعلمت الدرس من أخطاء باترسون بإطلاق تصريحات مثيرة للجدل حول الشؤون المصرية في الفترة الماضية بعد تعرضها لانتقادات واسعة. أضاف زين أن الولايات المتحدة من خلال تصريحاتها الأخيرة تؤكد أنها لن تستطيع التدخل في الشأن المصري من خلال إطلاق التصريحات التي تؤكد ذلك وربما تكتفي بتصريحات مقتضبة لوسائل الإعلام دون الافصاح عن أي تفاصيل فيما بعد. وآثارت السفيرة الأميركية الجدل في أكثر من مناسبة بإطلاق تصريحات تخص جماعة "الإخوان المسلمين" وتبدو غالبا مؤيدة لهم فيها.