واشنطن - رولا عيسى
كشفت الزوجة السابقة لمنفذ عملية الهجوم على ملهي "بلس" الليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأميركية، عمر متين، إنه كان يحلم أن يكون ضابطًا في الشرطة، ويعمل ضابطًا في إصلاحية الأحداث، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتزوجت سيتورا يوسوفي "متين" بعد وقت قصير من لقائهما على الانترنت في عام 2009، ووصفت أنه كان يبدو للوهلة الأولى "كإنسان طبيعي"، لكنه ما لبث أن تحول سريعًا إلى العنف، وقالت يوسوفي، للصحافيين، الأحد، برفقة خطبيها، إنها اعتقدت أن إطلاقه للنار لا علاقة له بانتمائه الديني، وإنما يتعلق بشكل أكبر بالاختلال العقلي.
وأضافت يوسوفي، التي قالت إنها لم تتفق مع وجهات نظر "متين" زوجها السابق، إنه كان مختلًا عقليًا ولديه اضطراب ثنائي القطب، وأراد أن يصبح ضابطًا في الشرطة وتقدم بطلب إلى أكاديمية الشرطة. وتابعت:"بعد بضعة أشهر فقط من زواجنا بدأ يضربني، كان مختلًا عقليًا، وينزعج من أي شيء، أنا أعرف أن لديه تاريخَا في تناول المنشطات الخاصة بكمال الأجسام، قضيت معه مدة 4 أشهر، ثم أنقذتني عائلتي في النهاية". ووفقا ليوسفي، فإن "متين" كان يملك مسدسًا أثناء زواجهما، وكان "سريع الغضب" ويعبر عن "كراهيته تجاه الأشياء"، ولكنه لم يكشف أبدًا عن كراهيته للمثليين.
وتزوجت يوسفي و متين، بعد قصة حب قصيرة، في أذار/مارس 2008، وانتقلا إلى منزل من غرفتي نوم ملك لعائلة متين في "فورت بيرس". وقالت يوسفي لـصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنه في بداية علاقتهما لم يكن "متين" متدينًا على نحو خاص، كما أنه لم يكن عنيفًا ولكن سرعان ما تغيرت الأمور.
وأضافت، خلال المؤتمر الصحافي: "في هذا الوقت بدأت القلق حول سلامتي، خاصة أنه كان يسيء لي جسديًا في كثير من الأحيان، ولم يكن يسمح لي بالتحدث مع عائلتي، وإبقاني بعيدا عنهم كرهينة، حاولت أن أرى الخير فيه، ولكنني عائلتي قررت زيارتي وإنقاذي من هذا الوضع"، ووفقًا لـ"ديلي ميل"، فإن "متين"، من مواليد نيويورك، كان شخصًا عاديًا، وكرس الكثير من وقته لممارسة الرياضة.
وأوضحت يوسفي لصحيفة "واشنطن بوست":"لم يكن إنسانًا سويًا، كان يضربني، كان يعود إلى البيت ويضربني لأتفه الأسباب مثل بطئي في إتمام غسيل ملابسه"، وعندما اكتشف والديها إنها تتعرض للضرب بعد أشهر فقط زواجها قرروا التدخل وإنقاذها من المنزل، وقالت:"لقد أنقذوا حياتي حرفيًا".
وأوضحت في حديثها إلى الصحيفة، الأحد الماضي، أنها فقدت الاتصال مع متين منذ انتهاء إجراءات طلاقهما عام 2011، وأنه على الرغم من عنفه، لكنه لم تكن أي إشارة على إقدامه على ارتكاب القتل الجماعي. وتابعت:"لا زالت أحاول استيعاب أخبار مجزرة متين، فأنا لا زلت أتعافى، بالتأكيد أنا محظوظة".
و خلال المؤتمر الصحافي لها، وجهت يوسفي رسالة مشاطرة إلى "أهالي وأصدقاء" ضحايا إطلاق النار، وقالت إنها شعرت بالصدمة من أنها عاشت مع مرتكب هذه المأساة، وستستغرق بعض الوقت للتعافي من ذلك"، مضيفة: "شعرت بعميق الحزن والأسى على هؤلاء الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم وعائلتهم، ويعانون حاليًا وكذلك الأشخاص الذين يتماثلون للشفاء في الوقت الحالي، أريد تقديم التعازي".
وأشارت إلى أن ما شعرت به إزاء الأشخاص، ما أشعر به إزاء الأرواح التي زُهقت، فأنا لا أعرف لماذا يرتكب شخصا مثل هذه الجريمة، فأنا أصلي من أجل شفاءهم، وأصلي من أجل أن يجد الضحايا السلام لأنفسهم"، وقالت:"أنا شخصيًا لست الشخص الذي يتذكر أي شيء سلبي عن أي شخص، فأنا أفعل كل شيء لقتل (الأنا) كل يوم ويقتل كل شيء سلبي أتذكره". وقال خطيبها، لفترة وجيزة، "سألت الجميع أن يغفروا للكل، دعونا لا نخلق سببًا آخر لغزو أفغانستان".
وقتل متين 29 عامًا، قرابة 49 شخصًا وأصاب و53 آخرين، بعد مهاجمته نادي للمثليين الجنسين في أورلاندو، فلوريدا، السبت الماضي، و جاء ذلك بعد وقت قصير من كان تعهده بالولاء لزعيم تنظيم "داعش"، وفقا لما أفاد به مكتب التحقيقات الفيدرالية، وقال والد عمر متين مير صديق، إن ابنه استشاط غضبًا عندما رأى رجلين اثنين من المثليين يتبادلان القبلات في أحد شوارع مدينة ميامي منذ بضعة أشهر، وأعتقد أن هذا الأمر له صلة بإطلاق النار،مضيفًا:"نقدم اعتذرنا عن الحادث بأكلمه، فلم نكن على دراية بما سيفعله، فنحن في حالة صدمة مثل كل البلاد"، ويجري مكتب التحقيقات الفدرالية التحقيقات بشأن الحادث، التي تعتبره أحد الأعمال "الإرهابية".