القاهرة – وفاء لطفي
"يقابلنا كثيرا سيدات تعملن في مجال الأمن، وضابطات شرطة وقوات مسلحة، ولكن لم نجد أي سيدة تعمل في مجال الحراسات الخاصة، ربما لأن طبيعة عمل تلك المهنة تتطلب جسم ذو بنية معينة بحكم صعوبة المهام التي يقوم بها الرجال الذين يعملون في هذا المجال، ولهذا السبب، قررت أن تتحدى الواقع وتثبت للجميع أن "البنت زي الولد"، ليست أقل منه في شيء، حتى البنية الجسمانية، عملت كثيرا على تدريب جسمها، إلا أن لقبت بأول فتاة مصرية تعمل في مهنة "الحراسات الخاصة"، أو بالمعنى الدارج "أول بنت بودي غارد".
هي "هند وجيه عثمان" 33 عاما، أول من تحدت هذا الواقع الصعب، مقررة الدخول في مجال الحراسات الخاصة، وهي أول لاعبة كمال أجسام، وأول من خاضت ألعاب الفنون القتالية، كاشفة عن أنها بدأت الدخول في هذا المجال الخاص منذ نهاية عام 2015، إلا أنها منذ 15 عاما بدأت في التدريب التدريجي لهذا المجال إلا أن دخلت في مجال التدريب على الألعاب القتالية.
"العرب اليوم"، تواصلت مع "هند عثمان"، لمعرفة سبب إصرارها على العمل في هذه المهنة؟، وكيف قوبل هذا الإصرار ممن حولها؟، وكيف دربت جسمانها على تلك المهام؟، وكيف يرى المجتمع المصري الشرقي صورة "الفتاة البودي غارد"؟، وهل يقبلها أم لا؟، وكيف ترى هي نفسها كامرأة لها مهام خاصة؟، وهل يؤثر عملها هذا على حياتها الاجتماعية أم لا؟، وهل فقدت أنوثتها بعد العمل في هذا المجال؟.
وترد "هند"، في حوار خاص لها مع "العرب اليوم"، قائلة: "كل ما فكرت فيه منذ البداية هو حصولي على شهادة من وزارة الخارجية والداخلية المصرية، لإثبات أن البنت المصرية ممكن أن تعمل في أي مهنة، وتضيف هند: "هناك مفهوم خاطيء عن أنه لابد من العمل في مجال الحراسة الخاصة، وأن يكون الجسم قويا وذو عضلات، وهذا مفهوم خاطئ، لأنه من الممكن أن يكون الجسم ذو شكل ضعيف ونحيف ولكنه أقوى من الجسم الممتلئ ذو العضلات".
وعن مميزات العلم في هذا المجال، تؤكد هند " أصبح لدي قوة ملاحظة، ورد فعل للمخاطر التي ممكن أن تحدث، ولابد أن يكون العامل في هذا المجال ملم بالمعلومات التي تخص الشخصيات المهمة التي يحرسها، وأن يكون مدرك قبل وقوع الحادث، وأن يعمل في فريق متكامل ومتعاون، قادر على حماية الشخصية التي يحرسها".
وعن حلمها، قالت إنها ترغب في اهتمام وزارة الشباب والرياضة في مصر بألعاب كمال الاجسام، وألا يكون اهتمامها بلعبة كرة القدم فقط، كاشفة عن حلمها بتأسيس الاتحاد المصري لكمال الأجسام.
وعن حلم أي بنت بالأمومة والارتباط، تقول هند: "لا أرى أن الرياضة ومجال الحرسات الخاصة، ستحطم هذا الحلم، لأ النصيب اذا أتى لن يقف أمامه اي عقبة"، معبرة عن موافقتها على دخولها مجال الارتباط العاطفي بشرط عدم تعطيلها في مهنتها، مؤكدة في الوقت نفسه، أن مجال الحرسات الخاصة والألعاب القتالية لم يفقدها أنوثتها على الإطلاق، لأنها تتابع مع أطباء في هذا المجال لتوجيهها على حماية جسمها أثناء اللعب والتدريب.
وعن موافقة أسرتها على دخولها هذا المجال، توضح هند لـ"مصر اليوم": "أسرتي شجعتني، لأنهم رأوا لدى قدرة وموهبة، ووالدي رحمة الله عليه أكثر من شجعني على تحقيق رغبتي، ومنذ صغري ألعب فتنس، وأتبع نظام أكل معين، وتمارين محددة، وتدربت في أكثر من نادي، وحتى الان يستمر دعمهم لي وبالأخص والدتي".
وعن البطولات التي حصلت عليها، فهي: "بطولة الجمهورية للحزام الاسود، وبطولة الكونغوفو، وبطولة الملاكمة التايلاندي، وبطولة فن تكسير العظام"، أما عن الألعاب الإحترافية التي تجيدها، فهي: "لعبة الكونغ فو، والجيت كوندو، والمواي تاي، والكارتيه، والايكيدو، والكيك بوكس، وكرة القدم، وأخيرا لعبة كمال الأجسام".
وبالنسبة لنظرة المجتمع للفتاة التي تعمل في هذا المجال، فتوضح: "يوجد فتيات كثيرة يلعبن ألعاب كراتيه وكونغوفو، والاعتراض بدأ في لعبة كمال الأجسام، تخوفا على فقداني الأنوثة، ولكن أول من وجهني هو الكابتن يوسف مكرم".
وعن رسالتها للفتيات، تضيف هند ضروري لكل فتاة النزول للجيم يوميا، وليس شرط التدريب على ألعاب خطرة، ولكن التدريب والرياضة في حد ذاتها تحمي البنت من أي عملية تمارس ضدها وتجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها مع حماية جسمها والحفاظ على نفسها عند الخطر، حال تعرضها للتحرش أو المضايقات من قبل أي شخص"، وعن التشكيك في قدراتها تؤكد "المسألة ليس لها علاقة بالجسم، ولكن في التأكيد العمل صعب جدا".