حالة من الجدل المثار حاليا في الدوحة حول رؤية البعض إتجاه عيد الأم ومدى نظرة الإسلام نحوه خاصة مع إحتفال الكثيرون بهذه المناسبة، حتى تحول الأمر إلى ما أشبه بحرب بين رجال الدين والرافضين لهذه المناسبة سواء من خلال خطب وأحاديث بعض الشيوخ على منابر المساجد والمؤدين للفكرة على إعتبار أنها مناسبة إجتماعية لا تمس الإسلام أو الشرع بشيئ. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل وصلت حالة الصراع ما بين مؤيد ورافض إلى شبكات التواصل الإجتماعي والبلاك بيري والاي فون من خلال الرسائل والصور التي تحث على عدم الاحتفال بهذا اليوم على إعتبار أنه بدعة والبعض الأخر يرى أنه مناسبة جميلة يعبر فيها الإبن عن حبه لأمه ومدى وفائه لها ومساهمتها في إنهاء اي خلاف فكري قد ينشأ بين الإبن وأمه وغيرها من الأمور الأخرى ، بينما وجد عدد من رجال الدين أن الإحتفال بهذا اليوم هو تشبها بالغرب وأن مكانة الأم في قلوب الابناء طوال العمر ولا يحتاج إلى تخصيص يوم لتوضيح هذه المكانة. في البداية شنت الكاتبة القطرية والمعالجة النفسية موزة المالكي، هجوما حادا على رجال الدين الرافضين لفكرة عيد الأم وتشبيه هذه المناسبة بالبدعة ووصفها بأنها حرام وأن من يحتفل بها فهو إنسان آثم مؤكدة في بداية حديثها "سنظل نحتفل بعيد الأم مهما قالوا ومهما فعلوا" فإن هذه المناسبة لها خصوصيتها التي ينتظرها الجميع فهي مناسبة إجتماعية رائعة يعبر فيها الإبن عن حبه وفرحته بأمه وليس لها اي علاقة بالبدعة أو بالحرام والحلال فهو يوم تم تخصيصه لإظهار الوفاء والحب للأم التي تمثل مكانة كبيرة في حياة الأبناء وأنه طالما أن الشخص لا يرتكب ما يخالف شرع الله تعالى وسنة رسوله فما المانع في الإحتفال بهذه المناسبة فالأم تستحق الكثير منا ، وليس هناك ما يمنع من تخصيص يوم في السنة كتعبير عن الحب وكنوع من الإهتمام بتقديم هدية للأمهات، ورغم أن الأم لا تنتظر الهدايا ولكنها تدخل الفرحة والسعادة في نفوس الأمهات خاصة من كبار السن فلماذا نحرم هذه المناسبة ونمنع دخول الفرحة حتى ولو كانت للحظات على قلب كل أم. وتشير الدكتورة موزة المالكي أنه من الطبيعي والمعروف أن مكانة الأم محفورة في قلوب الابناء طوال العمر لذلك يسعى الإنسان بطبيعته النفسية والسيكولوجية إلى التعبير عن كم هذا الحب والوفاء وبالتالي فإن تخصيص يوم للتعبير عن هذا الأمر هو سلوك بشري جميع لا يمط بأش شكل من الأشكال بالمساس بالدين أو بالشريعة وتقول المالكي إنني أشجع كل إبن وإبنة أن يقوموا في هذه المناسبة بتقديم الهدايا إلى أمهاتهم ويذهبون إليها ويقبول بتقبيل رأسها ويداها ويقضون يوما جميلا معها فإن مثل هذه المناسبات تشعر فيها الأم بالسعادة البالغة وبالتالي فإن من اللا معقول أن نحرم أمهاتنا من هذه السعادة التي تشعرن بها في هذا اليوم خاصة أن هذه المناسبة نحن نحتفل بها منذ نعومة أظافرنا . أما الشيخ والداعية الإسلامية أحمد البوعينين إمام وخطيب مسجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية  فقد شرح وجهة نظره بإعتباره رجل دين حول رؤيته ونظرة الكثيرين نحو عيد الأم والإختلاف والجدل السائد ما بين الترحيب بالاحتفال بهذا اليوم وبين الرافضين خاصة أن هناك البعض من الأئمة يحذرون من على المنابر من الاحتفال بهذه المناسبة على إعتبار أنها حرام وتشبها بالغرب. ويقول الشيخ البوعينين أن الأم تستحق منا في كل ثانية كافة أنواع الإهتمام والتقدير والحب والوفاء وهي لا تنتظر منا يوما للاحتفال بها لأن دوال ايام السنة يحتفل الأبناء بأمهاتهم من خلال الطاعة وعدم اغضابهن والسهر على راحتهن ومن المؤكد أن للأم مكانة عظيمة في قلوبنا جميعا ولكن غذا نظرا لهذه المناسبة فنرى أن المسمى الخاص بعيد الأم أو يوم الأم ليس من صفات المسلمين وأن الإحتفال بهذه المناسبة وفي هذا اليوم تحديدا وتحت هذا المسمى يعتبر ترسيخ وتكريس لنا كمسلمين وهذا شيئ خاطئ لأن في الإسلام عيدين هما عيد الفطر وعيد الاضحى المبارك وأن الغرب حينما خصصوا يوما لعيد الأم فكان لها ظروفهم الخاصة وطبيعتهم الاسرية في أن الابناء لا من الممكن أن لا يرون أمهاتهم لفترات طويلة أو الابتعاد عنهم والبعض منهم لا يزور أمه أو لا يرها سوى مرة واحدة في الاسبوع وبالتالي قاموا بتخصيص هذا اليوم كتعبير عن النقص الواضح في تعاملاتهم مع أمهاتهم. ويضيف أن هذا الأمر لم يحدث لدينا كمسلمين فهناك حالة من الترابط طوال الوقت بين الابناء وأمهاتهم وحالة من الحب والوفاء تظهر في كل لحظة من الإبن لأمه وبالتالي لا نحتاج إلى تمجيد وتكريس هذا اليوم والإحتفال به، ويضيف الشيخ أحمد أنه لا يجب أن نعطر هذا اليوم أكبر من حجمه ولا نعتبر يوما مخصص فقط لتقديم الهدايا للأم وتهنئتها، لأن كل هذه المشاعر من الابناء لامهاتهم يجب ان تكون موجودة على مدارس السنة وليس يوما بعينه.