المطلقون أكثر عرضة للأزمات القلبية

 دقت دراسة طبية ناقوس الخطر بأن الأشخاص الذين يخوضون تجربة الطلاق المؤلمة هم الأكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية، مقارنة بأولئك الذين ينعمون بحياة زوجية مستقرة، فى الوقت الذى قد لا يعد الزواج للمرة الثانية نوعا من العلاج خاصة بالنسبة للمرأة. 

فقد توصل فريق من العلماء بجامعة "ديوك" الأمريكية، فى معرض أبحاثهم التى أجريت على ما يقرب من 16,000 بالغ فى الولايات المتحدة استمرت قرابة العقدين، أن أولئك الذين تعرضوا لمحنة الطلاق فى مرحلة ما من حياتهم كانوا الأعلى نسبة إصابة بالأزمات القلبية، مقارنة بأولئك الذين نجحوا فى الحفاظ على رباط الزواج المقدس. 

وشدد الباحثون على أن العلاقة كانت أقوى بنى النساء، ولكن لم يكن هناك دليل على أن الزواج الثانى قد يساهم فى تحسين حالتهم، حيث ظل 35% من النساء اللاتى تزوجن مرة أخرى عرضة للمعاناة من نوبات قلبية مقارنة بالنساء اللاتى استمرين مع أزواجهن. 

وتشير الدراسة، التى نشرت فى العدد الشهر الأخير من مجلة "الدورة الدموية والأوعية الدموية" الطبية على الإنترنت إلى أن النتائج المتوصل إليها لا تثبت أن الطلاق يسبب مشاكل فى القلب، موضحة أنه تكون هناك أسباب أخرى نفسية وبيولوجية تساهم فى هذه الإصابة. 

وقال الدكتور "جريج فنارو" أستاذ الطب وأمراض القلب والأوعية الدموية والعلوم فى جامعة "كاليفورنيا" أن هناك أسباب للطلاق يمكن أيضا أن تؤثر على صحة القلب بعض الأشخاص، منها الإجهاد، المشاعر العاطفية السلبية والأزمات المالية. 

إضافة إلى ذلك، أوضح "فنارو" أن مجرد انتهاء رابطة الزواج قد يتخلى البعض عن اتباع العادات الصحية، مثل اتباع نظام غذائى متوازن وممارسة الرياضة، الابتعاد عن التدخين أو حتى المواظبة على إجراء الفحوصات الطبية الدورية. وبعض النظر عن تفسير هذه النتائج، اقترح "فنارو" أن يكون الناس على علم ودراية بأن هناك علاقة بين الطلاق وصحة القلب. 

وقال "جو دوبرى" أستاذ مشارك فى قسم الطب العائلى بجامعة "ديوك"، فعلى سبيل المثال "المطلقات – خاصة أولئك اللاتى يخضن تجارب طلاق متعددة – قد يستفدن من فحص إضافة أو جلسات لعلاج الاكتئاب، حيث إن الاكتئاب مسئول جزئيا عن العلاقة بين الطلاق وخطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وكانت الدراسة قد أجريت على 16,000 بالغ فى الولايات المتحدة تراوحت أعمارهم ما بين 45 إلى 80 عاما تمت متابعتهم خلال الفترة من عام 1992 – 2010، فى بداية الدراسة كانوا جميعهم إما متزوجون أو أرامل أو خاضوا تجربة الطلاق مرة واحدة على الأقل. وخلال فترة الدراسة، عانى نحو 8% من المشاركين فى الدراسة من نوبة قلبية، ليرتفع الخطر بين الأشخاص الذين خاضوا تجربة الطلاق مقارنة بأولئك الذين ظلوا متزوجين. 

وبين النساء، لوحظ أن ربع أولئك اللاتى خضن تجربة الطلاق مرة واحدة كن الأكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية، فى حين أن أولئك اللاتى خضن تجربة الطلاق مرات متعددة ارتفعت بينهن بنسبة 77% خطر الإصابة بالنوبات القلبية. 

إلا أنه فيما يتعلق بالرجال، يبدو أن تحطم القلب كان أقل تأثيرا على صحة القلب والأوعية الدموية. وتشير البيانات إلى أن الطلاق مرتين يعمل على رفع فرص الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 30% بين الرجال، إلا أنه فى إقدامهم على الزواج مرة أخرى لوحظ اختفاء هذه الفرص.