دبي – وكالات
رغم عناء الايام ووفاة والدها منذ نعومة اظافرها وتقمصها دورا اكبر من ما هي عليه الا انها لم تستسلم لمرارة الايام، فكانت الام والزوجة والجدة التي ترعى وتدلل ومر عليها 36 عاما وهي تلعب كل هذه الادوار ولم تكل ولم تمل في يوم من الايام.. فكانت شيخة علي محمد العبدولي التي تبلغ من العمر 52 عاماً، والتي تلعب دورا مهما في حياه اسرتها هي العمود الفقري الذي يتكىء عليه الكبير والصغير حيث اعتمدت عليها والدتها منذ صغرها في معاونتها على تربية اخواتها عقب وفاة والدها، وفي تلك الفترة كان حلم التعليم والمعرفة يراودها ولكن رغم ظروف الحياة لم تتخل عن حبها للتعليم وخاصة انها كانت تعيش مع اسرتها في منطقة جبلية وبعيدة تماما عن المراكز والمدارس. ولم تمكث شيخة كثيرا في بيت والدتها فجاءها الزوج المناسب وانتقلت للعيش معه، ومن كثرة حبها للأطفال انجبت 14 طفلا وطفلة منهم 8 اولاد و6 بنات وكان همها في الحياة تربيتهم تربية صالحة وتعليمهم تعليما جيدا، فأخذت تكافح مع الحياة عاما بعد عام، وكانوا هم همها الشاغل حيث كانت تحثهم على المذاكرة رغم أنها أمية لا تجيد القراءة ولا الكتابة، وتتراوح اعمار ابنائها ما بين 32 الى 13 عاما، وبعد ان قضت هذه الاعوام في خدمة اسرتها فردا فردا حتى ادخلت اصغر اطفالها الى قاعات الرياض الحكومية، آن بها الأوان ان تحقق ما كانت ترغب فيه. فتمكنت شيخة من الدخول لقاعات الدراسة في اقرب مركز من منزلها وهو مركز دبا للإناث، وفي تلك الفترة كانت تسمع عن مراكز تعليم الكبار فكان هدفها في هذه الايام ان تتعلم حتى تتمكن من القراءة والكتابة ومواكبة ابنائها في المذاكرة بالإضافة الى انها ترغب في حفظ القرآن الكريم وهذه الدراسة ستقربها من حفظه، ولم تكن تعلم انها ستستمر في التعليم نظرا لصعوبته في البداية ولكنها استمرت في التعليم من دون انقطاع. لم تقتصر حياة شيخة على هذه السيناريوهات ولكنها مليئة بما يكتب كتبا لتروي ما مر بها في حياتها، فرغم دراستها الا انها لم تنشغل عن اولادها فزوجت منهم من زوجت ورزقت بـ16حفيدا، ولعبت الام البديلة في حياة هؤلاء الاطفال بالإضافة الى رعاية زوجها الكبير في السن ومزرعتها التي تعتبر اهتمامها الاكبر لأنها تعيش فيه موروثها. وتروي شيخة، أنها فرحت فرحتين في حياتها فكانت اولهما عندما عمل اولادها وبناتها في مراكز مرموقة في الدولة والتي من شأنها سيخدمون وطنهم الغالي، والفرحة الثانية عندما ابلغتها اول امس مديرة مركز دبا للإناث لتعليم الكبار ابتسام جابر بأنها فازت في جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز بفئة اكبر دارسة سنا لوصولها للصف الثامن، وافادت شيخة أن مديرة المركز لعبت دورا كبيرا في حياتها العلمية حيث قدمت لها كافة وسائل الدعم التي ترتقي بتحصيلها الدراسي، وذكرت شيخة انها تسعى لاستكمال دراستها حتى آخر يوم في حياتها.