كثيراً ما تعاني السيدات شعوراً بالقلق وليس الاكتئاب بعد أيام من الوضع، وذلك بسبب القلق الناتج من الضغط النفسي والعقلي الذي تواجهه السيدة أثناء الولادة بالإضافة لفكرة قيادة أسرة أكبر. وتشير دراسة أمريكية جديدة إلى أن سيدة من بين كل خمس سيدات يشعرن بتوتر زائد بعد إنجاب طفل بسبب ضغوط فترة الحمل والولادة. وقد وجد الباحثون أن هؤلاء السيدات يكنّ عرضة لتقليل الرضاعة الطبيعية أو اللجوء للطبيب سريعاً للحصول على عناية طبية بعد أسبوعين من الولادة. وفي هذا السياق، أكد كاتب الدراسة د. إيان باول، أستاذ طب الأطفال والصحة العامة بكلية طب ولاية بنسلفانيا، أن اكتئاب ما بعد الوضع حظي بالاهتمام الأكبر من المختصين بينما الشعور بالتوتر والقلق لم يحظ بنفس القدر من الدراسة بالرغم من كونه الأكثر شيوعاً ويؤثر في الكثير من السيدات خلال تواجدهن بالمستشفى. وأضاف "أن ولادة طفل أمر لا يبعث على الاكتئاب لمعظم السيدات ولكنه يثير القلق والتوتر لكثير منهن خاصة الأمهات لأول مرة". وقد قام الباحث وزملاؤه بتقييم أكثر من 1100 حالة أم جديدة في متوسط عمري 29 عاماً وذلك خلال فترة إقامتهم في المستشفى بعد الولادة. ثم عمد الباحثون إلى متابعتهن من خلال المكالمات الهاتفية، بعد أسبوعين من الوضع ثم بعد شهرين ثم بعد ستة أشهر من الوضع لتقييم الشعور بالقلق والاكتئاب، وفترة الرضاعة الطبيعية واستعانتهم بوسائل الرعاية الصحية. ووجد الباحثون أن 17% من السيدات عانين من القلق وهو شعور حاد ناتج عن حالة ضاغطة، أثناء وجودهن في المستشفى بعد عملية الوضع مباشرة. بينما 6% سجلوا اكتئاب ما بعد الوضع أثناء نفس الوقت. وقد تناقصت معدلات القلق فيما بعد بشكل كبير لتتراوح بين 6 و7% بعد أسبوعين إلى ستة أشهر من الوضع. ويظل الشعور بالقلق يسجل معدلات أعلى من الاكتئاب بعد ستة أشهر من الوضع. وكما يشير الباحث، بالنسبة لغالبية السيدات يتلاشى الشعور بالقلق خلال أسابيع من الوضع دون حاجة لعلاج. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تلفت نظر المختصين إلى أهمية وعي وإدراك تأثير الفلق على صحة الأم والطفل خاصة فيما يتعلق بعملية الرضاعة.