يفرض أسلوب "الإتيكيت" البريطاني أن ينحني الرجل للمرأة قبل أن يسمح لها بدخول فضاء ما ذاكرا الجملة الشهيرة" Ladies First، ويفرض حسن تقدير المرأة أن يتخلى الراكب على مقعده في الحافلة لامرأة،  إلا أن قواعد المساواة محت بنود التقدير، ورفعت ستائر المفاضلة فاتحة المشهد على سعي مشترك، تغيرت الأمور في عيني أحمد، الموظف الذي بدأ في قراءة صحف هذا المساء وهي تصدر بعد الإفطار، كانت العناوين تتحدث عن مغربيات توفقن على الرجال في الرياضة والتدبير والتسيير، وكان بين الفينة والأخرى يتذكر الأيام التي لم تكن النساء قادرات حتى على الجلوس في مقهى. واقع هذا التوافق أو التفوق جاء في نتائج استطلاع توجه إلى الباحثين عن العمل والمشغلين من الجنسين في المغرب، بهدف الوقوف على ظروف النساء المغربيات داخل مقرات العمل، وجاء فيه  أن 50 %من المستجوبين سجلوا وجود مناصب عدة يمكن أن تشغلها النساء أحسن من الرجال، و25 %منهم سجلوا أن الجنس لا يلعب أي دور في هذه المسألة. لكن رغم تصريح غالبية المشغلين بأن النساء يستفدن من الفرص ذاتها، التي يتمتع بها الرجال، فإن 60 %منهم يقرون بوجود عدد من الأدوار المهنية لا يمكن للنساء الوفاء بها أحسن من الرجال، و23  %منهم يعتقدون بوجود القليل منها، في حين يرى 14  %منهم أن الجنس لا يلعب أي دور في الموضوع. وأكدت 62 %من المستجوبات أنهن يشتغلن ساعات العمل ذاتها مع الرجال، ويحصلن على راتب يتعدى 5 آلاف درهم  ( حوالي 500دولار)، مقابل 25 % يشتغلن أكثر من ساعات الرجال، 13 % منهن يحصلن على مرتب يتراوح بين 5 و10 آلاف درهم. وفي هذا الإطار أكدت نتائج الاستطلاع أن 39 %من المستجوبات يحصلن على مرتبات أقل من الرجال، و45 %منهن يتوفرن على المرتب ذاته. وأكدت 29 %من المستجوبات أن الراتب العالي يبقى من أكبر الإمتيازات التي تبحث عنها النساء النشيطات، متبوعا بالفرص التي يمنحها المسار المهني على المدى البعيد بنسبة 12 في المائة، إلى جانب الاستفادة من توقيت مرن بنسبة 10 %من الإجابات. في حين عبرت غالبية المستجوبات أنهن يتوفرن على فرص ضئيلة للتطور المهني بمناصبهن الحالية. وأوضحت 52 %من النساء المستجوبات أن جنسهن ووجود الأطفال لا يؤثر بأي شكل على مسارهن المهني. كما أكد الاستطلاع وجود 3 أسباب تحفز النساء المغربيات على العمل، وهي المسؤولية المالية بـ 70 %من الإجابات، والاستقلالية المالية بنسبة 61 %، وتحقيق طموحاتهن بنسبة 60% . وترى 55 %من المستجوبات أنهن يعاملن بالطريقة ذاتها التي يعامل بها الرجال داخل مقرات العمل، فقط 6 في المائة منهن يرين أنهن يعاملن أحسن من الرجال. وأظهر الاستطلاع أن 30 %من المستجوبات يحظين بفرص ترقية أقل من الرجال، في حين أكد عدد مثلهن أنهن يحظين بفرص تطور أكبر من زملائهن الرجال. وترى 61 %من المستجوبات أنه على المشغلين منحهن امتيازات خاصة، أخذا بعين الاعتبار سهرن على وحدة أسرهن، و53 في المائة منهن يعتقدن أن الأمر سيكون له تأثير إيجابي على ديمومة مسارهن المهني.