بغداد – نجلاء الطائي
منذ أول لقاء عائلي والتقاء الأعين رجع الحب والأحاسيس والعشق بداخلهم، واتفقا على أن يرتدا على التقاليد والانتقام من الأعراف بتلك الخيانة التي استمرت 15 عامًا متواصلة، فكانت ثمرة تلك الخيانة طفلة.
كان الاثنان في علاقة غرامية واتفقا على الزواج وكانت في كل مرة يتقدم شخص لخطبتها ترفض بسبب حبها له، وتقدم شاب لخطبتها أكثر من مرة يتم رفضه وطرده من قبل أهلها، فكانت الحجج والمبررات غير كافية للرفض، ومرت الأيام والليالي وبعد فترة تقدم أخوه الأكبر لخطبتها، ووافقوا على زواجي دون مراعاة مشاعري، فكان باعتقادهم أنهم بهذه الزيجة قد وضعوا حدا لقصة حبنا ، ومنذ ان التقينا في لقاء عائلي والتقاء الأعين استرجع الحب والاحاسيس والعشق بداخلنا ، واتفقنا على ان نرتد على التقاليد والانتقام من الأعراف بتلك الخيانة التي استمرت 15 عامًا متواصلة، فكانت ثمرة تلك الخيانة طفلة.
إلا أن الشكوك بدأت تراود الزوج، بانتماء نسب الطفلة من أخيه وبتحليل( دي إن إي تم التعرف على والد ابنتي، فلم يطلقني وأنا الآن حبيسة المنزل، فكلما يخرج لعمله يوصد النوافذ والأبواب" .
فيما تروم القصة الثانية إلى ذهاب الزوج صباحا إلى عمله في أجهزة الأمن العراقية وينصب الكمائن للقبض على الخارجين عن القانون، دون أن يتنبأ بأن مهاراته الأمنية سيضطر لتطبيقها على زوجته التي دخلت في علاقة غير شرعية مع رجل آخر، والرجل اعتبر أنه حياته الزوجية تحسنت للغاية خصوصا بعد تحسن حالته المعيشية، وتوفير احتياجات عائلته، واستقلاله في بيت جديد، بعد حصوله على تعيينه الحكومي في العاصمة بغداد بمرتب شهري جيد.
باتت مواقع التواصل الاجتماعي أو "الرصاصة الثاقبة" كما يطلق عليها البعض من الأسباب المباشرة لإقامة العلاقات العاطفية وضرب علاقات اخرى يتدرحج فيها الزواج نحو هاوية سحيقة ليهز استقرارًا دام لأعوام في كثير من الأحيان.
صديق الزوج المقرب يروي تفاصيل الخيانة أن غياب الزوج عن عائلته وزوجته لمدة 15 يومًا في الشهر الواحد، لأداء وظيفته، أتاح الفرصة للزوجة لتتعرف إلى شاب، وتطورت علاقتهما ليصلا إلى المعاشرة خارج إطار الزوجية.
وبحسب الصديق فإن شكوك الزوج كانت قد ازدادت في الأشهر الأخيرة في زوجته التي تمتلك صالوناً لتزيين العرائس في أحد الأحياء الشعبية، فقرر وضع كاميرا صغيرة في المحل، ليصدم بمشاهد لزوجته وهي تمارس الجنس مع عشيقها الشاب، وكانا يلتقيان سرًا في صالونها النسائي خلال فترة غيابه.
ردة فعل الزوج كانت مفاجئة جدًا فلم يتهور ويقتل زوجته، كما هو معتاد في الثقافة العربي والعراقية خاصة، بل اكتفى بالذهاب إلى المحكمة رافعاً دعوى طلاق، مع احتضان أبنائه الثلاثة، ومقدماً دليله (الفيديو) على خيانة زوجته.
من جهتها فإن المحاكم العراقية تحفظت على التصريح بمثل هذه القضايا الاجتماعية الحساسة، ولكنها أكدت أنها في ازدياد، وبحاجة إلى تدخل حكومي وديني لمعرفة أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها.
اما (ن.خ )التي تبلغ من العمر 32 عامًا تقول الاسباب التي دفعتها الى خيانة زوجها الذي ارتبطت به بعد 4 أعوام من الحب خلال فترة الدراسة الجامعية".
وقالت: "بعد ان أنهينا الدراسة الجامعية، تقدم بطلب يدي ووافق والدي عليه لأنه انسان محترم وله مكانة اجتماعية طيبة"، مستدركة: "لكن بعد الزواج بعامين تفاجأت بعدد من الصور ومقاطع الفيديو والرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي (فايبر وأتساب والفيسبوك)، بوجود علاقة تجمعه مع إحدى الفتيات التي تعرف عليها في هذه المواقع".
وأردفت: "عندما طلبت منه ايضاح ذلك الموضوع أكثر من مرة فاجأني برفضه وتجاوز حدوده معي بالضرب والألفاظ غير اللائقة، وذهبت الى اهلي لطلب الطلاق لكنهم رفضوا الامر، ونتيجة ذلك بدأت باستخدام موقع الفيس بوك لأتعرف على أحدهم واقيم معه علاقة للرد على ما فعله بي زوجي".
وقالت: "ما أفعله أنا اليوم أيضًا خاطئ لكنني مضطرة لاستعادة كرامتي التي سلبت مني من دون اي ذنب. وانا في اعلى حالات الندم بسبب خيانتي هذه لأنها أصبحت تؤثر على عائلتي التي بنيتها بالحب والتفاهم".
ونتيجة لتجربتها، دعت النساء الى "معالجة هذه القضايا بالتفاهم والمشاركة وتقليل الضغط الملقى على كاهل الرجل في الحياة دون اللجوء الى الخيانة لأنها ستؤذي نفسها قبل ان تنتقم من زوجها".
مكامن الخلل حسب اساتذة العلوم النفسية الباحث الدكتور فاضل الساعدي استاذ العلوم النفسية والتربوية في جامعة بغداد، عزا اسباب انتشار ظاهرة الخيانة الزوجية من قبل الزوجة في المجتمع العراقي الى عوامل عديدة والتي تركزت: ضعف العلاقة الزوجية بين الاثنين وانعدام الثقة بصورة كبيرة، وارتباط المرأة بعلاقة مع شخص قبل الزواج ونتيجة حصول فتور من قبل الزوج تلجأ الى الذكريات التي كانت تربطها بعشيقها السابق، فضلا الاهمال من قبل الزوج والذي قد يدفعها للبحث عن الاهتمام لدى شخص اخر.
وتابع الساعدي الى افتقار الزوجة للتربية السليمة والوازع الديني الذي يصون القلب والنفس بعيدًا عن الشذوذ والأفعال غير اللائقة لكن كل هذا لا يبرر الخيانة فمهما كانت العلاقة سيئة، فالانفصال عنه أفضل من الخيانة سواءً كانت خيانة العاطفة والعلاقة أو الزنا.
إضافة إلى الاغراءات المادية والمعنوية التي تتعرض لها المرأة خاصة إذا كانت الاسرة تعاني من الفقر الشديد، لافتا الى التوافق الجنسي بين الطرفين حيث يجب ان يكون عمر المرأة مقاربا لعمر لرجل.
أما الدكتور جهاد كاظم، استاذ فلسفة الاعلام فكان له رأي اخر، حيث يرى أن "مشكلة الخيانة الزوجية وتفاقمها في المجتمع العراقي يعود الى دور وسائل الاتصال في عملية الضبط الاجتماعي وعدم اخذ دور الرقيب على برامجها والمسلسلات الاجنبية التي تعرض، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي".
وعلل بالقول إنه "بعد عام 2003 ،دخلت هذه الوسائل الحديثة على المجتمع العراقي دون وجود رقيب او ضوابط قانونية، حيث اصبحت بعض المواقع شبه اباحية وهي تسهل عملية الخيانة".
ولفتت إلى أن "هذا الأمر شجع الكثير من النساء غير الواعيات الى الدخول في هذا الطريق والوقوع في فخ الخيانة الزوجية وبالتالي بدأت المشاكل الاسرية تتفاقم شيئا فشيئًا، فضلا عن طرح وسائل الإعلام لعدد من المشاكل الزوجية وتبرير الخيانة الزوجية وتصورها بصورة طبيعية".