بيروت - العرب اليوم
ألم تسمعن بعبارات من مثيل: «هذا موديل حصّة» أو «لون نورا»، أو «ستايل شمة»، فكل واحدة تفضل لوناً معيناً أو ماركة بعينها أو قصة تليق أو لا تليق بها، المهم هو التفرد، الذي يستوجب صرف الكثير من جيوب الزوج؛ لدفعه ثمناً يبدأ من إكسسوار الشعر حتى خاتم إصبع القدم! في السعودية: على خطى «إميلدا ماركوس».. مهووسات بشراء الأحذية 3400 زوج من الأحذية المختلفة قادت «إميلدا ماركوس» سيدة الفلبين الأولى سابقاً، للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ كأكثر سيدة تمتلك أحذية في العالم، وتحكي «نورة سعود» معلمة للمرحلة المتوسطة، عن صديقتها التي تستحق بجدارة لقب عاشقة البنفسج.. إذ جعلت من هذا اللون رفيقاً ملازماً لها في كل ما تملك من فساتين وعباءات وإكسسوارات وأحذية وحقائب، وامتد اللون ليحتل مساحات من جدران غرفتها وقطع الأثاث، وحتى الأواني المنزلية والأدوات المكتبية. وهي في ذلك تواجه انتقادات من البعض، الذين يرون أنّ التمسك بلون واحد يجلب الكثير من الملل والرتابة، في حين يرى البعض الآخر أنّ اللون يناسبها تماماً، خصوصاً وأنها حريصة على التجديد في استخداماتها اليومية له. قبل الزواج يعتقد أغلب الرجال أنه يمكنهم التغلب على حب الشراء عند زوجاتهم، إذ يعاني الإعلامي «مجدي المقبل» من تعلق زوجته بشراء فساتين السهرات، ورفضها تكرار لبس تلك الفساتين بحجة أنهم «شافوه»، مما يجعلها في حالة استنفار في كل مناسبة لشراء فستان جديد وبلون وموديل مختلف، والتنقل بين الأسواق والمحلات للعثور على الفستان هذا. فضلاً عن الملحقات الأخرى من حذاء وحقيبة وإكسسوار. في الإمارات: غرف خاصة للملابس والإكسسوارات يصل متوسط إنفاق المرأة على مواد التجميل فقط سنوياً إلى 2865 درهماً، وهو أعلى مستوى في العالم. لكن «هنادي الملا»، موظفة، مولعة بأحذية «كريستيان لابوتان» ذات القاعدة الحمراء، وقد اشترت منها ستة أحذية كلفتها مبالغ كبيرة جداً، حتى أن أمها اعترضت، وأخذت منها بطاقاتها المصرفية، وخصصت لها مصروفاً يومياً. لا يظن «محمد المطروشي»، موظف، أنه توجد امرأة في دولة الإمارات تحب الأحذية والحقائب والعباءات والساعات مثل زوجته، وبسبب كثرة ما لديها خصصت غرفة كاملة في البيت، وزودتها بخزانات ذكية لخزن ما لديها من مقتنيات، يتابع: «امتلأت الغرفة بخزاناتها، وتحولت نحو الغرف الأخرى في البيت، حيث استولت على غرفة الأطفال أيضاً». في الكويت: أزواجهن من ضحاياهن مواكبة الكويتية للموضة معاناة لا تنتهي لرب الأسرة طوال السنة، سواء في المناسبات أو حفلات الزفاف، لدرجة أن الأسرة قد تعيش حالة من التوتر والعصبية؛ لأن الأم أو الزوجة أو البنت لم تجد ساعة أو حذاءً بنفس لون الفستان، فالعطور بالنسبة لـ«برنسيس الريس»، طالبة في جامعة الخليج، تختلف بحسب فصول السنة أو حتى بحسب مزاجها كل يوم، تتابع: «أشتريها من حسابي الخاص؛ لأرفع من معنوياتي ومن طاقتي الإيجابية». فيما تعترف «فاطمة الشمري»، ربة منزل، بأنها لا تستطيع مقاومة العطور والحقائب، وهي من الالتزامات الشهرية التي تحرص على وضعها في ميزانيتها؛ لأنها أدمنت شراء العطور الفرنسية، ودهن العود، والبخور، والحقائب بمختلف أحجامها. تستدرك قائلة: «مراعاة لزوجي أخبئ الحقائب تحت السرير أو في أماكن بعيدة عنه؛ لأنه لا يعلم أنني شهرياً أشتري 3 حقائب"!. كل ذلك على حساب الضحية، الزوج، الذي يقوم بتوصيل زوجته من مجمع لآخر حتى تجد ضالتها، لكن الزوج حسب قول «صالح جرمن»، مذيع، يمضي وقته محاولاً إقناع زوجته بأن اختياراتها مناسبة، وأنها في أبهى طلة؛ حتى يقضي على أم المشاكل، يتابع جرمن: «أقترح على الزوجات أن يبادرن في اختراع تقليعة جديدة بدلاً من تقليد المذيعات أو الفنانات؛ لأن الموضة لا تناسب كل امرأة». ويعتقد «عبدالعزيز صالح»، موظف قطاع خاص، أن الشغف الزائد من النساء بمواكبة الموضة مرض وغيرة لا أكثر، يتابع: «لا تتخيلوا ماذا يحدث في موسم التخفيضات لدى كبرى محلات الموضة، إذ شاهدت ذات مرة شجاراً بين 3 فتيات على ماركة حقيبة؛ لأن سعرها الجديد يقل عن سعرها الأصلي بـ85%، ووصل الأمر إلى الموظف للتهديد بالاتصال بالشرطة؛ لأنه عجز عن حل نزاعهن حول الحقيبة! في البحرين: يشترين الملابس 9 مرات سنوياً في دراسة شملت 500 امرأة بحرينية تمت مقابلتهن في المجمعات التجارية، تبين أن 55 % منهن يفضلن شراء الملابس الجاهزة، وأن 37 % يفضلن شراء الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى تفصيل بعض الملابس. فيصعب جداً على الفنانة التشكيلية «هدير البقالي» تحديد حتى ميزانية لشراء الملابس أو الأحذية أو الحقائب، وقد تشتري ملابس لا تحتاج إليها تتابع: «لأني أحب اللون الأسود، فأنا أشتري كل شيء أسود، وأصبحت زبونة معروفة لدى المحلات، وأصبح بعضهم يخبئ لي القطعة السوداء، وقد لا أشارك عائلتي في متعة في السفر غير الشراء، وعادة ما تحتل حقائبي الوزن الأكبر عند الرجوع، وتكون المفاجأة عند تفريغ الحقائب أني اشتريت ملابس وشنطاً سبق وأن اشتريت مثلها سابقاً، حتى أصبح أهلي يطلقون عليّ «سوداء المنامة». «أمل سيف»، موظفة بإحدى السفارات، تشتري 10 ألوان من صنف واحد، وبما أنها تحب اللون «البمبي» فخزانتها تصرخ «بمبي.. بمبي»، حتى أصبحت عائلتها وصديقاتها ينادونها بـ«باربي» تتابع: «قد أشتري بعد فترة نفس الموديل، حتى ابني يوسف ذو التسعة الأشهر صار اسمه «يوسف بمبي». فيما يشهد «علي نيروز» صاحب مجموعة محلات «الطرحة البيضاء» أن هناك العديد من الزبونات «الآنسات» يشترين بدلات زفاف، لعلها تكون فألاً حسناً، وتجلب «العريس»، يتابع: «بل هناك سيدات متزوجات يشترين فساتين فرح تشبه الذي ستلبسه العروس، وبعضهن أم لخمسة أولاد». وكثيراً ما تقتني زوجة «محمد يوسف»، موظف في وزارة التربية، أشياء لديها منها، يتابع: «ليس بإمكاننا إغلاق الخزانة، واستعنا بغرفة ملحقة، ولكنها امتلأت بمئات القطع، وكان قراري أن أجمع الملابس التي لم تلبسها وأعطيها لمن يستحقها، ووافقت على مضض». الرأي الاقتصادي يرى المحلل الاقتصادي «عبد الحميد العمري»، من السعودية، أنّ القدرة الشرائية للمرأة السعودية قد ارتفعت تزامناً مع زيادة فرص التوظيف من بداية عام 2011 إلى 2013، يتابع: «ولو انتقلنا وبشكل عام لإجمالي القدرة الشرائية للموظفات السعوديات والبالغ عددهن 642 ألف امرأة، وذلك خلال عام واحد، فنجد أنها تتجاوز 23 مليار ريال، موزعة على العطور وأدوات التجميل والأزياء والإكسسوارات والمجوهرات والهواتف النقالة، وغيرها من السلع. ولعله من المثير معرفة أنّ إيرادات الجولات تبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف عدد السكان في السعودية».