جمعية معهد تضامن النساء الأردني

أفادت جمعية حقوقية أردنية أن إسم "جود" إحتل المركز الأول كأكثر الأسماء تكرارًا على المواليد الإناث خلال عامي 2014-2015، في حين لم يغادر قائمة أكثر الأسماء تكرارًا منذ سنوات عديدة إلا أنه كان يتقدم شيئاً فشيئاً الى أن وصل الى قمة الأسماء الأكثر تكراراً للمواليد الإناث, وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني الى ان اسم "جود"  إحتل المرتبة الـ 20 كأكثر الأسماء تكراراً بين المواليد الذكور، وفقاً لإحصاءات عام 2015.

ولاحظت "تضامن" أن دخول إسم "جود" الى قائمة أكثر الأسماء تكرارًا للمواليد الذكور يثير الكثير من التساؤلات عن التأثيرات السلبية التي تنتج عن وجود أسماء مشتركة بين الجنسين كالمواقف المحرجة والمعاناة النفسية والإجتماعية لأصحابها من الذكور والإناث، وقد يقع الكثير منهم ضحية لأسمائهم المشتركة وتزيد من كرههم لهذه الأسماء وقد يمتد الى تولد الحقد والكراهية للآخرين نتيجة لذلك.

وحسب قاموس المعاني تعني كلمة "جُود" الكرم والبذل والعطاء كما تعني كصفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير بدون عوض. أما من الناحية الدينية فقد روي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ؛ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ) رواه أبو داود, أما اسماء المواليد الذكور بحسب تضامن و الأكثر تكراراً عام 2015 هي "محمد" وبتكرار وصل الى 9937 مرة وتلاه تنازلياً كل من "أحمد ، عمر ، أمير ، يوسف ، عبدالرحمن ، كرم ، عبدالله ، ريان ، أدم ، زيد ، علي ، إبراهيم ، محمود ، حمزة ، جواد ، خالد ، يامن ، هاشم، جود", أما أسماء المواليد الإناث الأكثر تكراراً عام 2015 فهي "جود" وبتكرار وصل الى 2629 مرة وتلاه تنازلياً كل من "جوري ، جنى ، ليان ، ساره ، لين ، سلمى ، حلا ، ميرا ، نور ، زينه ، تالا ، مريم ، فرح ، غزل ، ريتال ، أيه ، غنى ، تولين ، ماريا".

 ورأت أن محافظة معظم أسماء المواليد الذكور على أصالتها وطابعها الإسلامي والعربي ، تجد أن أسماء المواليد الإناث فقدت ذلك وابتعدت عن الأصالة وتراجعت بشكل ملفت أسماء كـ "فاطمة ، آمنه ، مريم ، عائشة ، أسماء" وغيرها الكثير.

وبيَّنت أن تسمية المولود ذكرًا أكان أم أنثى هو شأن يتعلق بكل من الزوج والزوجة وقد يتوافقا عليه وقد يختلفا ، ومع ذلك فقد أصدرت لجنة الإفتاء في دائرة الإفتاء العام في الأردن بتاريخ 5/9/2012 الفتوى رقم 2671 رداً على سؤال "من هو صاحب الحق في تسمية المولود" حيث جاء فيها :" الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، تسمية المولود حق للأب، وهو أولى به من الأمّ؛ لأنه ولي أمره القائم على شؤونه، ولأنه يُنسب إليه وإلى عائلته، فكان أحق بتسميته من أمه, ومع ذلك نقول: يُستحب التعاون والتشاور بين الوالد والوالدة حتى يختاروا الاسم الحسن المناسب لطفلهم، وأن لا يكون هذا الأمر سبباً للشقاق والنزاع، فقد قال تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الشورى/38, وجاء في حاشية "نهاية المحتاج" -من كتب الشافعية-: "التسمية حق من له الولاية، من الأب -وإن لم تجب عليه نفقته لفقره- ثم الجد". وجاء في "منح الجليل شرح خليل" -من كتب المالكية-: "تسمية المولود حق أبيه". وجاء في "الإنصاف" -من كتب الحنابلة-: "وهي حق للأب لا للأم". والله أعلم".

 وكشفت أن أسماء المواليد الإناث واللاتي عادة ما يتم تسميتهن من قبل الآباء تغلب على العديد منها الصورة النمطية للنساء وترسخ الهيمنة الذكورية ، وتعكس النظرة السطحية التي يعاملن بها منذ الولادة ، فالنساء يسمين بمعاني تدل على الجمال والرقة والغزل ، وبعضهن يسمين بأسماء ذكورية ، وأخريات بأسماء لا معاني لها باللغة العربية وإنما تطغى عليها صفات مواكبة الحداثة أو حتى تيمناً بأسماء ممثلات أو مطربات, وعلى سبيل المثال ، ورد في قاموس المعاني أن "جَنَى" إسم علم مؤنث عربي ، وقد مالوا إلى التسمية به جمعاً على عادتهم وإبتعادًا عن قدسية المفرد منه . ويقابلها جهنم . لكنهم سموا بناتهم به للجمال ولما تحويه الجنات عن طبيعة زاهية الألوان, أما إسم "لِيْن" فقد ورد بقاموس المعاني على أنه اسم علم مؤنث عربي ، وهو من اللين ضد الخشونة . أو هو كل شيء من النخل سوى العجوة, وهو بهذه الصيغة جمع ، واحدُه لينة.