دمشق - العرب اليوم
ألقت الجهات الأمنية في دمشق القبض على 4 شبكات لتسهيل و ممارسة الدعارة خلال الشهر تموز/يوليو الماضي، حسب ما أكد مصدر في شرطة الآداب العامة التابعة للأمن الجنائي .
وأشار المصدر الى أن تلك الشبكات تعمل عبر شبكة الأنترنت و برامج التواصل الأجتماعي لتجنيد والإيقاع بضحاياها . و بين أن متابعة تلك الشبكات و مراقبتها و إلقاء القبض على مشغليها تمت بمساعدة عدة فتيات متعاونات مع فرع الأمن الجنائي بشكل سري يعملن لكشف الطرق الجديدة لتشكيل شبكات الدعارة و اصطياد الفتيات القاصرات و المهجرات.
و تحدثت مراسلة "العرب اليوم" مع "سمر " احدى الفتيات اللواتي ساعدن في القبض على مشغلي شبكة دعارة في منطقة "جرمانا" بريف دمشق و قالت " سمر " أن عملها يقضي بمتابعة نشاط "القوادين" على شبكة الإنترنت و برامج التواصل الاجتماعي حيث انهم يغيرون اساليبهم بشكل مستمر .
واوضحت أن إعلانات التوظيف هي الوسيلة الجديدة لاصطياد الفتيات حيث يضع "القواد" إعلانا عن توافر وظائف شاغرة بشركة محترمة و بمرتب كبير ولا يشترط في المتقدمة سوى ان يكون عمرها اقل من 25 عامًا. ويحدد مكان وزمان إجراء المقابلة لكل فتاة بعد تواصلها مع مدير الموارد البشرية في الشركة (الوهمية) عبر الهاتف. وعند وصول الفتاة لمكان المقابلة (مكتب تجاري في قلب العاصمة ) يتم إخبارها أن الوظائف قد شغلت ولم تعد متوفرة ..
وقبل خروجها من المكتب يقول لها احد اعضاء (لجنة القبول) أن هناك وظيفة متوفرة براتب اعلى بكثير مما جاءت لأجله و العمل في المنزل ، وهي ممارسة الجنس و تقديم عروض جنسية عبر الهاتف أو برامج الإتصال (واتس اب - سكايب) وإمتاع مدير الشركة (الوهمية ) و اعضاء مجلس الإدارة قدر المستطاع ..
وبسبب حاجة الفتيات للمال و ظروف معيشتهن توافق الكثيرات طالما أن الأمر يقتصر على برامج الإتصال وهو تمثيل بتمثيل مع التعهد بالحفاظ على السرية (كما يصفه القواد) بالإضافة للمبلغ الكبير.
وبعد عدة جلسات عبر برنامج "سكايب" يبدأ التهديد بالفضيحة و نشر التسجيلات و إرسال (الزعران ) الى مكان سكن الفتاة و تهديدها حتى ترضخ لشروطهم بممارسة الدعارة بشكل يومي حتى تعيد المبلغ الذي دفعته الشركة أولا ثم يبدأ "القواد" بإعطاء الفتاة نسبة صغيرة من المال مقابل عملها.
وأكدت "سمر" انها ساهمت خلال عام واحد بالقاء القبض على 60 شخصًا من مشغلي شبكات الدعارة السرية عبر مخاطرتها بالتواصل معهم و حضور مقابلاتهم و سماع عروضهم و قبولها ومن ثم التواصل مع اكبر عدد من اعضاء الشبكة و معرفة اسمائهم و أماكن البيوت التي يستخدمونها ليتم القبض عليهم وتكون الأدلة عليهم واضحة.
ومع استمرر الحرب لم ولن تتوقف هذه الشبكات في اصطياد الفتيات الفقيرات اللواتي اصبح همهن تحصيل لقمة العيش، لتبقى المساءلة عن ضياع جيل باكمله في سورية بسبب الحرب ولا حلول في الافق.