القاهرة - العرب اليوم
وقف الزوج المتهم بالقتل أمام المستشار شريف صديق مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، تنذرف الدموع على وجنتيه ببطء شديد، وبكلمات تخفي وراءها مكر، وحزن مصطنع يروي فجيعته التي اكتشفها أثناء عودته للمنزل حيث جسد زوجته يتدلى من أعلى سقف غرفة نومهما، بعد أن أقبلت على الانتحار، ولم يتهم أحدًا بقتلها.
وجلس وكيل النائب العام يستمع إلى تفاصيل روايته، وبذكاء المحقق، تشكك في أقواله، وانتقل على الفور لمناظرة الجثة ومعاينة مكان الواقعة، حيث تبين وجود آثار خنق حول رقبتها مما أكد شكوكه، وأصدر تعليماته بعمل تحريات مكثفة حول الواقعة بعد أن استشعر أن هناك شبهة جنائية.
وبورود التحريات، وشهادة الشهود التي أفادت بأن الزوج كان على خلاف دائم مع زوجته بسبب عدم قدرته على سد احتياجات المنزل، وأنها رفضت الطلاق والانفصال خوفا على طفلها الصغير، وأملاً في أن تمر الأزمة المالية التي يعاني منها الزوج، ووصلت معه الزوجة -المجني عليها- إلى طريق مسدود، ونشبت بينهما مشاجرة بعدما وبخته الزوجة، واتهمته بعدم الرجولة وتحمل المسؤولية، فما كان منه إلا انقض عليها كالأسد المجروح واحكم قبضتي يده حول عنقها ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، ولم يرحم أنينها، وتوسلاتها.
واستجمع الزوج قواه، وهداه تفكيره إلى حيلة شيطانية معتقدا الهرب من جريمته والمساءلة القانونية، حيث قام بلف حبل حول رقبتها وقام بتعليقها أعلى سقف الغرفة ليبدو المشهد على أنه انتحار. وبمواجهة الزوج بما أفادت به التحريات، انهار واعترف بجريمته، وأنه أقبل على التخلص منها وخنقها بعدما اسودت الدنيا في عينيه من كثرة الخلافات بينهما، وإهانتها الدائمة له وجرح كبرياءه، واتهامه بعدم الرجولة وتحمل المسؤولية.
وصرح وكيل النائب العام، بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، واستعجال تقريرها لإرفاقه بملف التحقيقات، واستدعاء ضابط الواقعة الذي أجرى التحريات لسماع أقواله، وحبس الزوج المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.