يبدو أن سمعة «الحب الإلكتروني»، بمعنى العلاقات الناجمة عن التعارف على صفحات الإنترنت، ليست بالسوء الذي يصفه البعض. ففي حين ينخفض عدد الزيجات التي تعقد رسميا في ألمانيا مع كل سنة، تزداد بينها نسبة الزواج بين المتعارفين على الشبكة العنكبوتية باطراد. وحسب دراسة لموقع «بارشيب»، الذي يتعارف الملايين على صفحاته الإلكترونية، انتهت 30 في المائة من علاقات التعارف على الإنترنت إلى الزواج. وهي علاقات زوجية تم تثبيتها رسميا في الكنائس، وفي دوائر الأحوال الشخصية، وليست «شراكات». يبحث 15 مليون ألماني وألمانية عن الحب الحقيقي عبر شبكات التواصل الاجتماعي حسب تقرير «بارشيب». وهناك نحو 200 موقع إلكتروني «مرموق»، وعشرات أخرى غيرها، تحولت إلى «وسيط» بين القلوب خلال السنوات العشرين الماضية. والحديث هنا طبيعي عن «سوق العزاب»، لأن الموقع لم يهتم بدراسة وتوثيق الـ«طفرات» الجانبية للمتزوجين. في ذات الوقت تحولت مواقع التعارف على الإنترنت إلى اقتصاد «إلكتروني» قائم بذاته، يشغل الآلاف، ويحقق ملايين الأرباح سنويا. وحسب معطيات موقع «مقارنة مواقع التعارف الألمانية»، فإن المشترك على هذه الصفحات يخصص مبلغ 30 - 70 يورو شهريا، وحسب تعريفة كل موقع وسمعته. وتحقق هذه المواقع مجتمعة، وهي مواقع «افتراضية» لا تمول مكاتب كبيرة ولا قوى عاملة كبيرة، نحو 200 مليون يورو كأرباح سنويا. أما الرابح الأكبر فهي المواقع التي توفر أماكن اللقاء (المطاعم والمقاهي)، وأماكن اللهو (المراقص والسينمات والمسارح)، وشركات السياحة (الرحلات والسفرات)، التي تنظم اللقاءات العاطفية الأولى لهذه الزيجات «الإلكترونية» الواعدة. ويرتفع مجموع أرباح هذه القطاعات من «الحب الإلكتروني» إلى أكثر من 3 مليارات يورو سنويا.