عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال ثم من؟ قال: ثم أبوك . قد يتفق الجميع بلا شك بأن الأم هي الأنجح والأجدر بمتابعة وإدارة أكثر من أمر في آن واحد، و أوضح دليل على ذلك جميع المسئوليات التي تلقى على عاتقها وهي تتابعها وتدير شؤون منزلها بنجاح وتنظيم ، هذا بجانب تربية ابنائها و متابعة مشاكلهم و دراستهم ، هذا ما يؤكد عليه أحمد سمير مدير المدرسة المصرية للتنمية البشرية. حيث يشير الباحث إلى أن كثير من الرجال يفشلون غالباً في متابعة أكثر من أمر في آن واحد ، وعلى سبيل المثال لا يستطيع الأب متابعة أخبار أبنائه بدقة ، وهذا ما تجسده الأفلام الكوميدية حينما تظهر الأم في دور زوجة غضبت من زوجها وتركته لتذهب إلى بيت أبيها، وفي هذه الحالة يظهر الأب وهو مرتبك ولا يستطيع متابعة أبناءه ، فيعيش البيت حالة من الفوضى حيث الملابس متسخة و الأطفال يبحثون عن طعام و ينتهي الأمر بشراء طعام جاهز لأن الأب لا يستطيع تجهيز وجبات غذائية لأبنائه ، وهكذا تنقلب الحياة رأسا على عقب ، في حين أنه يفاجأ بأن الأم كانت تتحمل كل هذه المتابعات دون تقصير. ويضيف أحمد سمير قائلا: " إنه يرى أن المفارقة تنصف المرأة ، حيث هي دوما الأنسب لتناول أكثر من موضوع في وقت واحد ، وهذا يفسر اتهام الرجل لزوجته دائماً بأنها تخرج عن الموضوع كثيراً، رغم أن هذا في صالحها لأن عقلها يجمع عدة موضوعات في وقت واحد". و قد ثبت علميا أنه بالرغم من حقيقة أن دماغ المرأة أصغر من الرجل إلا إنهن كن أفضل في الاستدلال الاستقرائي وفي بعض المهارات العددية، وكن أفضل في مراقبة ومتابعة المواقف المتغيرة، مع أن الرجال كانوا أفضل في الذكاء المكاني. وخلص الباحثون إلى أن دماغ المرأة قادر على إتمام بل وحتى التفوق في المهام المعقدة بطاقة أقل وبخلايا عصبية أقل.