توصلت دراسة جديدة اشرفت عليها جامعة "مكماستر" في مدينة "أنتاريو" في كندا بأن النساء أكثر قدرة من الرجال في تذكر الوجوه. وأظهرت الدراسة تمكن النساء في التجارب التي خضع لها عدد من النساء والرجال البالغين من تذكر النساء لسبعة وجوه من أصل عشرة وجوه سبق لهن مشاهدتها فيما لم يستطع الرجال في أفضل النتائج المسجلة من تذكر أكثر من ستة وجوه. واعتمدت الدراسة في منهجها على متابعة حركة عين المتطوعين ومجال رؤيتها وذلك بعد عرض مجموعة كبيرة من الصور على المتطوعين للدراسة لوجوه أشخاص مكتوب عليها أسماؤهم ثم طلبوا منهم فيما بعد التركيز على عشر صور فقط ومحاولة تذكرها جيداً وربط هذه الصور بأسمائها الخاصة ومن ثم سؤالهم لاحقاً بعد إعادة عرض الصور عليهم ما إذا كانوا يتذكرونها لتكون النتائج تفوق النساء في هذا المجال على الرجال. وتقول "جنيفر هيسز" أحد المشرفين على هذه الدراسة: إن النتائج أثبتت تفرد النساء وتفوقهن على الرجال في مقدرة التعرف على الوجوه وتذكر جميع ما يتعلق بها من الاسم والمكان والتاريخ إذا ما استدعى الأمر ذلك وهذا يجعل الرجال أكثر عرضة لمواقف اجتماعية محرجة عند مصادفتهم لمن سبق وأن التقوا بهم من قبل ولكنهم لم يتمكنوا من تذكرهم أو التعرف عليهم. وافترضت "هيسز" بأن تمكن النساء من التمتع بذاكرة ومقدرة أفضل يرجع في رأيها إلى نظريتين بالرغم من أن استنتاج ذلك لم يكن المحور الرئيسي للدراسة ولكن تم عرضه لمزيد من الإيضاح حول النتائج الرئيسية للبحث فتقول بأن النظرية الأولى تفترض أن حركة العين مصحوبة بالتركيز على مجال رؤيتها. ومن المعروف بأن النساء أكثر تدقيقاً وملاحظة من الرجال مما يساعدهن على حفظ ما يشاهدنه بكل تفاصيله بالإضافة إلى تمتعهن بذاكرة تخزينية أكبر من الرجال وبميزة فرز المعلومات عن بعضها مع سهولة استعادتها عند الحاجة لها والرغبة في ذلك وهذه هي النظرية الثانية التي تساعدهن كما تفترض "هيسز" على قدرتهن في تذكر الوجوه بشكل أفضل. وتعلل "هيسز" فارق القدرة بين الرجال والنساء في هذه القدرة على تقاعس الرجال وتكاسلهم عن بذل مزيد من الجهود في التركيز على ما يشاهدونه وحفظه واسترجاعه فهم يرون الأشياء بمنظور عام بلا تفاصيل فيما يجب أن تكون نظرتهم لمن يقابلونهم بتمييز ما لديهم من الصفات الخاصة والفريدة حتى يكون ذلك هو السمة الرئيسية التي يربطون بها صاحب الوجه باسمه ومكان ووقت مشاهدته وتخزين ذلك بشكل موحد في الذاكرة لاسترجاعه والعودة إليه وقت الحاجة وهذا يعتبر المفتاح الرئيسي لمساعدة من يعانون من صعوبات وضعف في الذاكرة والتذكر بشكل عام وخصوصاً لكبار السن حيث تأمل "هيسز" أن تكون هذه الطريقة فعالة أكثر لمساعدتهم. و يقول "ديفيد شور" وهو أحد المشاركين في الإشراف على هذه الدراسة بأن من النتائج المهمة المستخلصة من هذه الدراسة تبين بأن تغيير طريقة حركة العين وأنماطها من الممكن أن يؤثر جداً في تحسين مجال الذاكرة عند الأشخاص عموماً.