تشفين مالك

تابعت المراة التي نفذت مع زوجها الاسبوع الماضي هجوما في كاليفورنيا اودى بحياة 14 شخصا، تعليما في واحدة من اشهر المدارس الدينية في باكستان، بحسب ما ذكرت المؤسسة اليوم الاثنين.

وقال عمران امير، احد كادرات المدرسة،  لوكالة فرانس برس ان تاشفين مالك (29 عاما) تسجلت في 2013 في مدرسة الهدى في مدينة مولتان (وسط)، وهي مؤسسة ترتادها نساء من الطبقة المتوسطة يرغبن في التعمق في دراسة الاسلام.

ولمعهد "الهدى" الباكستاني الخاص بالاناث فروع في الولايات المتحدة والامارات والهند وبريطانيا. وهو بصدد بناء مقر له في كندا.

ولا يعرف عنه ان له صلات باي تنظيم متطرف.

الا ان التحاق تاشفين بهذه المدرسة يساعد في فهم مسيرتها باتجاه التطرف الذي يرجح ان يكون بدأ خلال طفولتها في السعودية، بحسب المعلومات التي نشرت عنها بعد الاعتداء في مدينة سان بيرناردينو.

وتوج مسار تاشفين بمبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل وقت قصير من الهجوم المسلح في سان بيرناردينو في كاليفورنيا.

وقتلت تاشفين مع زوجها سيد فاروق (28 عاما) بعد اقترافهما مجزرة الاربعاء الماضي في سان بيرناردينو اشاد بها تنظيم الدولة الاسلامية الذي وصف الزوجين بانهما من "انصار الخلافة" التي اعلنها في حزيران/يونيو 2014.

ويشتبه المحققون في ان تاشفين التي وصلت الى الولايات المتحدة بتاشيرة بصفتها خطيبة سيد فاروق، بعد ان عاشت في باكستان وفي السعودية، هي التي استدرجت زوجها الى التطرف. ويحاول التحقيق معرفة ما اذا كانت لها اتصالات مع اسلاميين متطرفين في البلدين اللذين عاشت فيهما.

وقالت المتحدثة باسم معهد الهدى في كراتشي فروخ سليم لوكالة فرانس برس "نحاول معرفة ما اذا كانت تاشفين درست في الهدى كطالبة منتظمة ام كطالبة حرة".

واضافت "لا الحكومة ولا الاجهزة القضائية اتهمتنا بنشر التطرف. ونحن على العكس ندرس التعاليم السمحة للاسلام".

- اكثر جدية وتشددا -

وقالت معلمة في المدرسة قدمت نفسها باسم مقدس، ان تاشفين "درست مواد لمدة عامين، لكنها لم تستكملها"، مضيفة "كانت فتاة جيدة. لا اعرف لماذا غادرت ولا ما حدث لها".

وذكرت طالبات كن زميلات لتاشفين في جامعة بهاء الدين زكريا في مولتان ان هذه الاخيرة تابعت دروسا مسائية في معهد الهدى بالتوازي مع دراستها الصيدلة بين 2007 و2012.

ويتميز معهد الهدى الذي تاسس في 1994 عن المؤسسات التربوية المماثلة التي يرتادها آلاف الطلاب سنويا في باكستان، بتوجهه الى الطبقات المؤثرة المتوسطة والميسورة.

وبحسب رفيقتين سابقين في الجامعة، فان تاشفين كانت تتابع دروس معهد الهدى بعد دروس الجامعة، و"تغيرت كثيرا" خلال تلك الفترة.

وقالت طالبة سابقة طلبت عدم كشف هويتها "شيئا فشيئا اصبحت اكثر جدية وتشددا".

وقال الخبير في معهد الشرق الاوسط بواشنطن عريف رفيق "ان ارتيادها هذه المؤسسة يؤشر الى انها اعتنقت قراءة اكثر حداثة للاسلام لكن اكثر تزمتا".

واضاف "قد يكون ذلك جعلها اكثر حساسية لايديولوجيا مجموعة ارهابية عابرة للحدود مثل تنظيم الدولة الاسلامية"، مشيرا الى انه من النادر ان تتحول طالبات معهد الهدى الى متطرفات مسلحات.

واعتبر ان "مجرد ارتياد معهد الهدى لا يجيب على سؤال كيف تحولت من مسلمة محافظة وحتى سلفية الى جهادية".

وتعهدت سلطات باكستان بالتصدي للمشاكل التي تطرحها المدارس الدينية التي يشتبه في نشرها عدم التسامح وحتى في تحولها الى تربة خصبة للتطرف الديني.

لكن جهود الحكومة لاستعادة السيطرة على هذه المدارس اثار غضب رجال دين يتهمون السلطات بالافتراء على الزعامات الاسلامية بهدف الترويج "لوجهة نظر معادية للاسلام"، بحسب رايهم.