«مصر ما زالت عند كلمتها، مهما تصاعدت الأحداث الداخلية، وهى ملتزمة بالمواثيق الدولية التى وقعت عليها، وملتزمة بحماية بناتها». كان د. عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للأسرة والسكان، يفتخر بحكم المحكمة الدستورية العليا الذى صدر قبل أيام، برفض الطعن المقدم لالغاء قانون تجريم ختان الإناث، خلال الاحتفال باليوم العالمى لعدم التسامح مع ممارسة ختان الاناث، الذى نظمه المجلس القومى للسكان بحضور ممثلى كل منظمات الامم المتحدة المعنية بالطفولة والمرأة والسكان والاتحاد الاوروبى.  6فبراير شباط/هو اليوم العالمى لعدم التسامح مع هذه العادة المعروفة عالميا بتشويه أو بتر الاعضاء للإناث، احتفلت به الأمم المتحدة هذا العام بالإعلان عن انخفاض عدد الفتيات اللاتى يتعرضن لهذه الممارسة فى أغلب البلاد التى تمارس فيها، والمتركزة فى وسط أفريقيا. وبلغ الانخفاض نسبة 36% فى 29 دولة عند الفتيات فى سن 15ــ19 سنة، بالمقارنة بمن تعرضن لها فى السن من 45-49 عاما، بتراجع يصل إلى 53%. وفى مصر تدل أرقام منظمة الصحة العالمية على انخفاض الممارسة بين الفتيات فى 10 – 18 سنة بالمدارس إلى 50%، بينما تصل إلى 90% بين السيدات فى 15-49 طبقا للمسح الصحى السكانى لعام 2008. «ليس هناك جنيه واحد خصص فى موازنة الدولة لمناهضة ختان الإناث، فى الوقت اللى توقف فيه المسح الصحى السكانى منذ ثورة يناير، لأنه برضه بمعونة أمريكية». قالها د. عاطف الشيتانى مقرر المجلس القومى للسكان، وواجهها ممثلو المنظمات الدولية بابتسامة ونظرات متبادلة، لم تخل من التعجب من صراحة المسئول. وتحكى عايدة نور الدين، مديرة مركز المساندة القانونية بالاسكندرية، عن تجربتها مع بلاغ ختان لفتاة، وعن عدم اقتناع وكلاء النيابة بأهمية متابعة البلاغ. «البلد كلها قبل الثورة كانت قائمة على التوجيهات، ومنها مناهضة ختان الاناث وتنظيم الاسرة، دلوقت لازم نقعد مع بعض وناخذ القرار، والمحافظين لازم يتابعوا لجان حماية الطفل اللى المفروض تتابع أى بلاغات عنف ضد الاطفال»، يرد عاطف. لكن فيليب دومال ممثل منظمة اليونيسف ركز على أهمية التوجه للأطباء، بعد أن كشف آخر مسح صحى سكانى عن أن 75 % من هذه الممارسات تتم على يد الأطباء، فى الوقت الذى لم تكن تزيد فيه هذه النسبة على 17% فى مسح 1997. ورغم الاشارة إلى الدور الايجابى للمؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية، بالتأكيد على نفى علاقة الدين بهذه العادة، التى لا تمارس فى السعودية وإيران ولا الدول العربية الأخرى، لم يخل اللقاء من مخاوف البعض من الدول السلبى لبعض الدعاة فى هذا المجال.