العنف ضد المرأة

أكد اختصاصيون أن للمرأة دورا، في بعض الأحيان، في إذكاء العنف ضد المرأة، وذلك إذا ربّت ابنها على عدم حفظ حقوق شقيقاته، وشجعته على التسلط عليهن، وذلك خلال تربيتها له في المنزل، وهو ما يسهم في تنشئة الذكور على ممارسة العنف ضد المرأة.
وجاء ذلك في فعالية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي نظمتها وحدة الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية بالتنسيق مع عدة جهات حكومية، والتي أقيمت في جمعية المعوقين بالمدينة المنورة، حيث شهدت حضورا ضئيلا من جانب الرجال، غادر بعضهم مع بدء طرح أوراق عمل المشاركات النسائية. 
وأوضح مدير مجمع الصحة النفسية والأمل في المدينة المنورة الدكتور أحمد حافظ  إن "الإسلام يتطلب من المسلم والمسلمة تطبيق الضوابط الدينية والتشريعية، ومن بينها تجنب العنف ضد المرأة أو العكس، ونظرا لأن الواقع يؤكد أن المرأة العربية قد تشترك في العنف ضد بنات جنسها، بتربية الأبناء على الاعتداء على شقيقاتهم في المنزل، كان من المهم توعية المرأة بكيفية تربية الأبناء على حفظ حقوق أخواتهم، واحترامهن وتقديرهن، حتى عندما يكبرون لا يمارسون العنف ضد الغير، خاصة المرأة".
وحذر من التمييز بين الأبناء، ونعت الأطفال بألقاب أو صفات ترسخ الدونية فيهم، مطالبا بإلحاق المقبلين على الزواج بدورات لمعرفة حقوق الطرفين، ومهارات التواصل بينهما، وكيفية حل المشكلات والمعضلات التي تواجههما.
 
وأوضح الدكتور حافظ أن "التمييز ضد المرأة واستمرار نهج اللا مساوة بين الجنسين يفرزان العنف ضد النساء"، مشيرا إلى أن عواقب العنف ضد المرأة تستمر أحيانا لأربعة أجيال. 
وأشار إلى أن "العنف وباء عالمي، وتذكر الإحصاءات أن 70 % من النساء يعانين العنف في حياتهن، ومن الآثار السلبية لذلك إعاقة التقدم في العديد من المجالات مثل القضاء على الفقر، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
 
وأبان مدير مجمع الصحة النفسية والأمل في المدينة المنورة أن "المعنف يعاني الاضطراب في الشخصية، ويتسم بعدة صفات، فهو غير ناضج، ويشعر بعدم الكفاءة، ويرتبط العنف في بعض الأحيان بمرض نفسي مثل الاكتئاب أو الغيرة المرضية، وقد يكون له بعد اجتماعي بوجود تاريخ سابق للتعرض للعنف، خصوصا أثناء الطفولة، أو التنشئة في بيئة يسودها العنف وسلوكيات غير سوية".
وأضاف أن "من أسباب تفاقم المشكلة واستمرار العنف وصول الضحية بمرور الوقت إلى الشعور باليأس من الحصول على المساعدة، ومع كل نوبة إيذاء يتدنى مستوى الثقة بالنفس لديها، وكذلك الشعور بالذنب والإحساس بالخجل والوحدة".
 
وذكر مدير وحدة الحماية الاجتماعية في الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينة المنورة عادل العياضي  أن "وحدة الحماية التابعة للشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة أنشئت عام 1425، لتضطلع بمهمة حماية الضحايا من الإيذاء، وعملنا يتم بالتواصل مع الحالات المعنفة التي يتم التبليغ عنها من الجهات الأهلية أو الحكومية، وتشمل إستراتيجية العمل الإيواء، والإصلاح، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين".