اجتمعت حوالي 80 ناشطة سورية في العاصمة السويدية استوكهولم، وبدعوة من مجموعة منظمات نسائية دولية منها نساء ضد العنف، ونساء من أجل الديمقراطية، وغيرها، وذلك برعاية معهد أورلف مالمو الدولي، وبحضور مجموعة من السياسيين الذين ينتمون إلى تكتلات المعارضة السورية المعروفة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة، لكل القضايا التي تم طرحها والاتفاق عليها، وعلى رأسها دور المرأة في سوريا الآن وفي المستقبل. المنبر الديمقراطي يعتبر الأستاذ زكريا السّقال عضو المنبر الديمقراطي السوري المعارض، أن دعوته لحضور المؤتمر بحد ذاتها، علامة مميزة، وينظر إليها بعين الرضى، ويؤكد أنه ملتزم بقضايا المرأة السورية، التي عانت إقصاء على مدار عشرات السنوات، لكنها أثبتت أن لها دور كبير في الثورة السورية، لذلك كان يجب عليها أن تعيد تنظيم نفسها، لتكون شريكاً فعلياً في الثورة والوطن، ويشير الأستاذ السّقال، أن المعارضة السورية كانت متواجدة في المؤتمر ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والمجلس الوطني السوري، والمنبر الديمقراطي، وهيئة التنسيق الوطنية، وكان هناك حضور للتكتلات السياسية في سوريا عبر النساء أيضاً، باعتبار أن قسماً منهن ينتمين بشكل أو بآخر إلى التشكيلات السياسية السورية، ورغم حصول بعض المشادات ذات الطبيعة السياسية إلا أنه تم التغلب عليها، وتم الاتفاق على مشروع عملي سيرى النور بالأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة. نجاح استوكهولم تعتبر الناشطة السورية ناهدة الماضي "وهو اسم حركي"، أنها والنساء الأخريات، نجحن في تشكيل شبكة المرأة السورية، وهي شبكة منظمات نسائية مدنية، تعمل من أجل المساواة بين الجنسين، وتعمل من أجل الديمقراطية، وتهتم بمسائل حقوق الإنسان والسلم الأهلي، ومشاركة المرأة في صنع القرار في المرحلة الانتقالية في سوريا، وفي المرحلة التي تلي سقوط النظام السوري أيضاً، ومحاولات القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، والتي تتواقت مع عمليات التشبيك مع منظمات نسائية أخرى تتشابه في الدوافع والأهداف. متاهة الطريق تعتبر الناشطة السورية مي محمد، والتي شاركت في المؤتمر بصفتها ناشطة في لجان التنسيق المحلية، أنها كانت تتصور أن مؤتمر استوكهولم، سيختلف عن المؤتمرات الأخرى التي كانت تجتمع فيها المعارضات السورية، وكان يغذي تصورها ذلك، ماهية المؤتمر التي تؤكد أن قضية المرأة واضحة ولا تحتاج للتأويل، لكن مي تقول: "لقد كنت مخطئة، وبالرغم من وضوح الرؤية إلا أننا ضللنا الطريق". مشاركة وجوه المعارضة تضيف مي أن غالبية المدعوات إلى حضور المؤتمر، هن من الوجوه المعروفة للمعارضة السورية، واللواتي يعشن خارج سوريا، ومنهن من يملكن تعاطفاً هائلاً وإحساساً كبيراً بوجع النساء السوريات الآن، ويردن أن يساعدن، ومنهن من لايزلن يحملن عقلية النظام السوري، ومنهن من سيطر على عقولهن حب الظهور أمام الحضور. اليوم الأول توضح مي أن اليوم الأول شهد محاولات لجر المؤتمر، من بعض الأطراف السياسية المشاركة، إلى صلب خلافاتهم، التي تأكل الثورة السورية الآن، واشتد الخلاف من جديد بين علماني-إسلامي وبين جيش حر-سلمية قبل أن يشهد اليوم الثاني تطوراً عبر مجموعة شبابية، حاولت جاهدة الوصول إلى بلورة هيكلية واضحة، لشبكة نسائية تعمل في المرحلة القادمة على تمكين المرأة السورية اجتماعياً وسياسياً. مبادرة المجموعة الشبابية لاقت اعتراضاً من قبل نفس المجموعات المشار إليها سابقاً، وذلك عبر إعادة توجيهها، أو عرقلتها عبر توجيه الاهتمام إلى مسائل شكلية، وإغراقها بتفاصيل سطحية، واعتبار المجموعة الشبابية مجموعة بسيطة ينقصها الوعي والتجربة السياسية، إلا أنه وفي النهاية كنا أمام مشروع شبه كامل، لمنظمة أو شبكة نسائية، إلا أن المشروع اصطدم من جديد بمعوقات الأجندة الخاصة، وهو ما أعاد النقاش من جديد إلى عتبته الأولى. اليوم الأخير تم الاتفاق أخيراً على إطلاق"الشبكة النسوية السورية"، وتم وضع المبادئ الأساسية لها، وتضيف مي، أننا حصلنا على نجاح نظري، لكن مي لا تقدر على التفاؤل الآن، ولا تستطيع أن تقدر حجم النجاح الذي سيحققه المشروع على الأرض، سيما بوجود شخصيات سياسية تنوب مصلحتها الأساسية والشخصية، عن مصلحة المرأة والوطن بشكل عام.