رفض علماء أزهريون فتاوى بتحريم الاحتفال بعيد الأم أطلقها بعض الدعاة في مصر. ويحتفل مصريون وعرب سنويًا بعيد الأم الذي يوافق 21 مارس/آذار، ويتم فيه بمصر تكريم "الأم المثالية" والتي يتم اختيارها من بين الأمهات المثاليات على مستوى محافظات مصر الـ27 وفق مسابقة تتقدم لها الأمهات على مستوى المحافظة، ويتم التصفية بين المرشحات، وتكون المسابقة تحت إشراف حكومي، كما يحرص فيه الأبناء على تقديم بعض الهدايا للأمهات. واعتبر الداعية أحمد عبد الله "أبو إسلام"، في تصريحات تليفزيونية، أن الاحتفال بعيد الأم "حرام" كونه "عيدًا مسيحيًّا" ولا يجوز للمسلمين الاحتفال به، بحسب قوله. فيما تساءل محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، في تصريحات لمراسل الأناضول، لماذا تحريم الاحتفال بعيد الأم وقد أوصى الله بها خيرا؟، وقال إن تحريم الاحتفال بعيد الأم ليس لديه أي دليل شرعي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الشرط الوحيد ألا يتضمن الاحتفال أي "محظور شرعي". ووصف الجندي فتاوى تحريم الاحتفال بعيد الأم بـ"المسيئة للإسلام"؛ لأنها تظهره على أنه دين "لا يعرف الرفق" في حين أن الاحتفال بالأم حق إنساني، مشددًا على أن الفتوى تتطلب تخصيص ومعايير وأصول معينة ولا يحق لأي شخص إصدار الفتاوى ورأى أن الاحتفال بالأم مطلوب تماما لأنه يقوي العلاقات الأسرية، كما أنه جزء من الوفاء للمتطلبات التي تريدها الأم.وأيده في الرأي أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن الاحتفال بعيد الأم ليس فيه "أى منكر أو حرمانية"، منوهًا إلى أن المناسبات الدينية والاجتماعية تدخل فى نظام "المصلحة التي لم يأت فيها من الشرع لا إعمال ولا إهمال". يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه "الجماعة الإسلامية" عن فتوى سابقة لها بتحريم الاحتفال بعيد الأم، وقال ناجح إبراهيم، القيادي في الجماعة، إن "الاحتجاج بأن مثل هذا الاحتفال لم يحدث في أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة حجة ضعيفة، فليس كل شيء يحدث الآن في حياتنا قد حدث أيام الرسول حتى في أمور المساجد وطلب العلم وطريقته". وأوضح أن الأعياد التي لا تشتمل على نسك وعبادة تسمى "أعيادًا بشكل مجازي لأنها تعود كل عام، وهذه في حقيقتها ليست أعيادًا بالمعنى الشرعي ومن أمثلتها (عيد الأم)، بحسب بيان صحفي له. وفكرة الاحتفال بيوم مع بداية فصل الربيع يوم 21 مارس/آذار، أطلقها مصطفى أمين، الصحفي االمصري ومؤسس جريدة "أخبار اليوم" قبل نحو نصف قرن، ولاقت انتشارًا واسعًا في مصر والعالم العربي.