سلاف فواخرجي

يقدّم مسلسل "حرائر" مادّة بصريةً سلسلة، تجذب المشاهد السوريّ بهدوء، وترتكز على مضمون فكري يحترم عقله وتاريخه.

وتأخذ سلاف فواخرجي بدور "بسيمة" المشاهدين إلى عوالمهما كامرأة وأم، تحمل عبء تدبّر حياتها مع زوجها المريض "يحيى بيازي" الذي يتحكّم أخوه أيمن زيدان "صبحي" برزقه، حيث يموت الزوج ليصبح العبء على البطلة مضاعفًا، ويتعيّن عليها المطالبة بإرث ابنتيها من عمّهم، ما يدخلها في مواجهة كبيرة معه، وهو الذي يميل إليها، ويعمل على ابتزازها بحقّه في الوصاية على بنات أخيه.

وتحاط "بسيمة" الحلبيّة، التي أصبحت أرملةً بلا أهل، بتعاطف كبير من حلا رجب "ماري عجمي"، بعد أن اطلّعت على حالها حينما زارت منزلها في نزاع زوجها الأخير، ثم تتعرف إلى لمى الحكيم "نازك العابد"، فتدفعها الأولى باتجاه تعليم بناتها، وتقدّم لها الثانية العمل.

ويظهر عبر علاقتة "ماري ونازك" بالبطلة وتأثيرهما في حياتها؛  ملامح الدور الذي لعبته رائدتي التنوير والنهضة النسوية السوريتّان مطلع القرن العشرين، وذلك بالتوازي مع صدامهما بالسلطة العثمانية في أواخر أيّام حكمها، خصوصًا "ماري" عبر قصّة عشقها للمناضل اليوناني يزن خليل "بيترو باولي"، والذي كان من بين شهداء 6 أيّار / مايو الذين أعدمهم جمال باشا السفّاح "علاء قاسم" في دمشق، وبيروت.

ويشار إلى أن مشاهد مسلسل "حرائر" يتصدرها على مستوى الأداء "سلاف فواخرجي، وأيمن زيدان، وحلا رجب".