تجمع عشرات الالاف الخميس في احدى ساحات دياربكر (جنوب شرق) اكبر مدينة كردية في تركيا لتشييع ثلاث ناشطات كرديات تعرضن للاغتيال في باريس في الاسبوع الفائت فيما تجري السلطات حوارا مع متمردي حزب العمال الكردستاني. ووضع المشاركون باغلبيتهم غطاء رأس ابيض في رمز للسلام في التجمع الذي اعتبره المنظمون الاكراد تعبيرا عن التهدئة، بحسب مراسل فرانس برس. وشيع موكب كثيف نعوش الضحايا الثلاث وبينهن ساكنة جانسز (55 عاما) وهي احدى مؤسسي حزب العمال الكردستاني العام 1978 ومقربة من زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان الى احدى الساحات حيث سجيت على منصات صغيرة امام حشد قدر بحوالى 200 الف شخص بحسب لمنظمين. وقال علي غوكوت الاداري المحلي في حزب السلام والديموقراطية وهو التشكيل الكردي المشروع الرئيسي في البلاد الذي نظم التجمع ان "ساكنة كانت من الشخصيات التاريخية في الحركة (حزب العمال الكردستاني). ان مقتلها اثار فينا الما عظيما". وتصدرت النساء الموكب وهتفن "الشهداء خالدون". ووضعت صور الناشطات الثلاث امام نعوشهن التي غطتها اعلام كردية بالوان الاصفر والاحمر والاخضر وزهور قرنفل حمراء. واغتيلت الناشطات ليل 9 الى 10 كانون الثاني/يناير في مركز المعلومات حول كردستان في باريس. وتواجدت الشرطة من دون جذب الاضواء في ساحة باتيكنت في محيط المدينة. وتمت تصفية الناشطات الثلاث في خضم مفاوضات السلام بين انقرة واوجلان التي ما زالت نتائجها غير مضمونة. وانقسمت اراء المتظاهرين الذين حادثتهم فرانس برس حول عملية السلام الجديدة بعد فشل متكرر في السنوات الاخيرة. واعتبر جبري هيتشيلماز الفني البلاغ 45 عاما "اضع الوشاح الابيض في رمز الى السلام. هذه الاغتيالات التي تستهدف السلام لم تقتل الامل بحل" للنزاع الكردي. واعرب عامل شاب رفض الكشف عن اسمه عن شكه في نوايا رئيس الوزراء التركي الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان في انهاء اعمال العنف المستمرة منذ 1984 واسفرت عن مقتل 45 الف شخص. وقال "يقول اردوغان انه يريد السلام لكنه يواصل قتل مقاتلي" حزب العمال الكردستاني، قبل ان يقاطعه متقاعد غاضب. وقال الرجل الذي رفض الكشف عن اسمه "لو اراد (اردوغان) السلام لما ارسل 25 طائرة مقاتلة لقصف جبل قنديل" في شمال العراق حيث تتمركز القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني. وشن الطيران التركي الاثنين والثلاثاء غارات اعتبرت الاكثر كثافة في السنوات الاخيرة على مواقع الحزب في شمال العراق. مساء الاربعاء استقبل حشد كبير نعوش النساء الثلاث في دياربكر في موكب كبير رافقها من المطار الى المشرحة. ودعا المتحدثون الذين خطبوا في الحشد الخميس الى المحافظة على "الشجاعة والصبر" من اجل وقف اعمال العنف. وقال نائب رئيس حزب السلام والديموقراطية صلاح الدين دميرتاش ان "الشعب الكردي اثبت اليوم انه يريد السلام". واضاف "ان الحركة الكردية لم تبتعد عن السلام. هذا الشعب يؤيد المفاوضات" داعيا اردوغان الى الاختيار بين الحرب والسلام. وقال دميرتاش ان "اردوغان غير واضح" مضيفا ان الغارات التركية على حزب العمال الكردستاني في العراق ادت الى مقتل سبعة من دون اضافة تفاصيل. وحث اردوغان الاكراد على تجنب اي تجاوز بعد ان اعتبر اغتيال الناشطات بمثابة "تصفية حسابات" داخل حزب العمال الكردستاني او محاولة "لتخريب" عملية السلام. وبدأت الاستخبارات التركية في كانون الاول/ديسمبر محادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في مبادرة احيت الامال واثارت الانتقادات في آن في تركيا. وسيدفن جثمان كل من الناشطات الثلاث الجمعة في مسقط راسها.