المغنية الاميركية تايلور سويفت

مع أن شهرتها في العالم تستند بشكل اساسي الى اغنياتها الشعبية المحببة خصوصا لدى المراهقات، تثبت تايلور سويفت البالغة 25 عاما على نحو متزايد طاقاتها المميزة كسيدة اعمال على ما اظهر اخيرا خلافها مع "آبل".

فقد سارعت المجموعة الاميركية العملاقة التي تبلغ قيمتها حوالى 750 مليار دولار وغير المعروفة بسهولة تنازلها في المجال التجاري، الى الرضوخ لمطالب النجمة التي كانت تهدد بمقاطعة الخدمة الموسيقية الجديدة لـ"آبل" بتقنية البث التدفقي اذا لم تحسن المجموعة شروط الدفع الخاصة بالفنانين.

وتظهر سويفت بذلك كوسيط قوي قادر ليس على جذب الاف المتفرجين لحضور حفلاتها فحسب بل ايضا لتحقيق كسب مادي بفضل معجبيها الذين يقدر عددهم بالملايين.

احدى الركائز الرئيسية لنجاحها كانت قدرتها على التحكم بصورتها، ما سمح لها بالترويج لموسيقاها بطريقة هجومية مع الحفاظ على صورتها كمغنية شابة لها طابع طفولي.

كما أنها تبقي على علاقة وثيقة مع معجبيها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل بالنسبة لها من الوسائط الحيوية لنجاحها.

ولتايلور سويفت اكثر من 59 مليون متتبع عبر تويتر، وهو رقم ضخم لم ينجح في تخطيه سوى نجمين اخرين في موسيقى البوب هما كايتي بيري وجاستن بيبر اضافة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما.

كذلك كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور اساسي في اخضاع تايلور سويفت لمجموعة "آبل".

وكتبت سويفت عبر حسابها على خدمة "تامبلر" الاحد "لا نطلب منكم هواتف +آي فون+ مجانية. لذا لو سمحتم لا تطلبوا منا تقديم موسيقى لكم من دون مقابل"، وذلك احتجاجا على عدم دفع "آبل ميوزيك" لها في مقابل الاغنيات التي يتم الاستماع اليها خلال فترة التجربة للمشتركين الجدد.

وما لبث أن اجرى نائب الرئيس المسؤول عن الخدمات والبرمجيات الالكترونية في "آبل" ادي كيو مساء الاحد اتصالا بسويفت وأعلن على اثره ان الشركة الاميركية العملاقة في مجال المعلوماتية قررت تغيير نظامها والدفع للفنانين "حتى خلال فترة التجربة المجانية" للمشتركين.

ولم تكن هذه المرة الاولى التي تحمل فيها سويفت على خدمات البث التدفقي على الطلب عبر الانترنت.

فقد سحبت العام الماضي كامل اعمالها من خدمة "سبوتيفاي" الرائدة في مجال البث التدفقي بعد اتهامها هذه الشركة السويدية بعدم دفع مبالغ كافية للفنانين.

ولدت سويفت في بنسلفانيا (شرق)، وبدأت بكتابة اغنيات موسيقى الكانتري وعزفها على الغيتار في مطلع سنوات المراهقة. من ثم غير والدها عمله للعيش في مدينة ناشفيل عاصمة موسيقى الكانتري ما اعطاها فرصة للانطلاق في المجال.

وبعد جذبها جمهورا عريضا بفضل اغنياتها من موسيقى الكانتري، تحولت تايلور سويفت العام الماضي الى موسيقى البوب مع البومها الخامس "1989" الذي يرمز عنوانه الى عام ولادتها، وهو الالبوم الذي حقق رقما قياسيا لافضل انطلاقة في الولايات المتحدة منذ العام 2002.

وتتميز اغنياتها والفيديوهات المرافقة لها بجرأتها وتلميحاتها الحاذقة الى حياتها الشخصية.

وغالبا ما تصف نفسها على انها مدافعة عن حقوق المرأة. فقد قالت سويفت العام الماضي "لا اعتقد دائما أنه من الاولوية ان اكون عصرية او طليعية او مثيرة"، مع أنها غالبا ما تظهر على اغلفة مجلات نسائية.

كذلك استخدمت المغنية طريقة فريدة للترويج لالبومها "1989" عبر عقد شراكة مع شبكة للمطاعم السريعة وعبر ادخال صور ملتقطة بأجهزة تصوير فورية الى الاقراص المدمجة بهدف جذب هواة الجمع.

لكن صورتها كنجمة بارعة في مجال التسويق عانت سنة 2008 عندما شاركت في حفل موسيقي دعما للحزب الجمهوري ومرشحيه الخاسرين لمنصبي الرئيس الاميركي ونائبه جون ماكين وساره بالين.