النساء يكتسبن نفوذًا على الساحة السياسية

على مدى عقود كانت مواصفات السياسي الإسرائيلي الكبير أن يكون رجلا صارما له ماض عسكري ويولي اهتماما كبيرا للقضايا الأمنية، كانت الاستثناءات نادرة لكن النساء الآن يشغلن مناصب كبيرة في أحزاب من مختلف ألوان الطيف السياسي.

سواء في اليسار أو الوسط أو اليمين العلماني تؤثر النساء على أسلوب ونبرة وأوضاع السياسة الإسرائيلية على الرغم من أن الهيمنة في هذه اللعبة لا تزال للرجال.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ما يصل إلى 30 امرأة سينتخبن للكنيست الذي يبلغ عدد مقاعده 120 حين يدلي الإسرائيليون بأصواتهم في 17 مارس الجاري.

وإذا نجحن جميعا فإنهن سيمثلن نسبة من النائبات أعلى من تلك الموجودة في الولايات المتحدة بينما ستكون هذه نسبة متوسطة على الساحة الدولية.

وتقدمت إسرائيل على الغرب في بعض المناحي فقد أصبحت جولدا مئير أول امرأة تتولى رئاسة حكومتها عام 1969 أي قبل عشر سنوات من تولي مارجريت ثاتشر رئاسة وزراء بريطانيا.

توفر في مئير شرط الصرامة في التعامل مع القضايا الأمنية، ويقال إن ديفيد بن جوريون أول رئيس لوزراء إسرائيل وصفها بأنها الرجل الوحيد في حكومته، فيما بعد قادت بلادها خلال حرب عام 1973.

لكن في العقود الأربعة الماضية لم تصل امرأة إلى القمة في بلد يثمن الخبرة العسكرية وإن كانت تسيبي ليفني التي كانت تعمل سابقا في المخابرات الإسرائيلية لعبت دورا قياديا على مدى عشر سنوات، وربما تنجح في الوصول إلى رئاسة الوزراء.

وأبرز مرشحة لها تاريخ عسكري مهم هي ميري ريجيف "49 عاما" وهي ضابطة سابقة برتبة بريجادير جنرال كانت المتحدثة الرئيسية باسم الجيش الإسرائيلي.

تحمل ريجيف رقم 5 على قائمة حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن المتوقع أن تحصل على منصب مهم في الحكومة إذا فاز الحزب بالانتخابات.

وقالت ريجيف عن أسلوبها السياسي الذي جعلها صاحبة أداء قوي في المناظرات التلفزيونية "أنا واضحة وصريحة ولا أعتذر عن هذا، لست واحدة من هؤلاء الساسة المنعزلين الفاترين" مضيفة أن السياسيات "ينبغي الا يختبئن خلف أي أصوات ذكورية".

أما أشهر سياسية إسرائيلية على الساحة الدولية هي ليفني "56 عاما" وشغلت فيما سبق منصب وزيرة العدل وقامت بالتفاوض في عملية السلام مع الفلسطينيين وكانت تعمل لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي "موساد" ذات يوم.

وتشارك ليفني في قيادة تكتل الاتحاد الصهيوني الذي يتصدر استطلاعات الرأي، وإذا فاز الاتحاد بالانتخابات وشكل حكومة ائتلافية فإن من المنتظر أن تتولى رئاسة الوزراء بالتبادل مع زعيم حزب العمل اسحق هرتزوج الذي سيشغل المنصب أولا.