شابّة بشعر أرجواني تقف في حمامها، تتحدّث أمام كاميرا بلهجة صامتة عن مشاكل شائكة تعاني منها الشابّات: كيف تتبرّجين وأنت تعاقرين المشروبات الروحيّة طوال اليوم؟ تبدأ محاضرتها عن الإسراف بالشرب المنتشر في كلّ مكان: سولو كاب بلاستيكيّ، أحمر تظهر بعدها ثملة، فتسيء استخدام اللاصق الذي يتدلى من أهداب مزيّفة ثمّ تخطّط شفتيها بقلم أسود. "اللون غير مهم لأنك ستمزجينه" هذا ما تقوله وهي تحشو عينيها بالصمغ، "لا تجزعي". يعتبر البعض فيديو (Drunk Makeup Tutorial) رائعاً، فيما يبدو مربكاً بالنسبة لآخرين. لكن في النتيجة حقّق فيديو جينا ماربلز 14.6 مليون مشاهدة على يوتيوب. قد تعرف قلة ممن تتجاوز أعمارهن الثلاثين من هي جينا ماربلز، فشعبيّتها لا تناقَش سوى بين المراهقات اللواتي يعشن على الإنترنت. يفوق عدد متابعيها على فايسبوك عدد متابعي جينيفر لورانس، فيما يتجاوز عددهم على يوتيوب عدد متابعي فوكس نيوز، وعلى إنستغرام تتغلّب على أوبرا بعدد أصدقائها. وحققت لها أشرطتها المصوّرة المتمحورة حول مواضيع يوميّة مثل "ما الذي تقوم به الفتيات في المرحاض صباحاً"، و"خطوات الرقص المفضّلة لديّ"، و"أكره أن أكون راشدة"، أكثر من مليار مشاهدة على يوتيوب وأكثر من 8 ملايين مشترك والعدد في ازدياد. "من وجهة نظري، أصبح لديّ عدد كبير من الأصدقاء على الإنترنت" تقول جينا ماربلز، 26 عاماً، علماً بأن اسمها الحقيقي هو جينا موري وماربلز هو اسم كلبها شيواوا. وتعترف جينا بأن شهرتها غريبة وأنها مسامرة رقمية تسجّل وتحرّر وتحدّث أشرطتها المصوّرة الخاصة في يوم واحد. أشرطتها المصوّرة هي كوكتيل قابل للمشاركة من الكوميديا والجاذبية الجنسية والتعليق الاجتماعي الملفوف بلغة تجديفيّة. تتلاعب بمهارة بموقع فيسبوك ويوتيوب وتويتر وإنستغرام لبناء صلات دائمة مع متابعين يرون التواصل معها سهلاً. والنتيجة هي أكثر من مليون مشاهدة يومياً ومال أكثر مما رأته في حياتها. قد تكون متميّزة، لكن محتواها ليس فيروسي الانتشار لكنّها وجدت نصيبها من الشهرة عند الشابات اللواتي يشاهدن قنوات يوتيوب أكثر من التلفاز. في صيف 2010 تشاركت الآنسة موري ثلاث شقق في كامبريدج حيث اختلست الإيجار البالغ 800 دولار. عملت ساقية ومدوّنة وراقصة وفي صالون للتسمير وتتذكّر العمل المملّ في تنظيف عرق الزبائن، إلى أن نالت درجة ماجستير في علم النفس الرياضي لكنها لم تفدها بشيء. كان فيديو "كيف تخدعين الناس ليروك حسنة المظهر" أوّل أشرطتها حيث حصد أكثر من 50 مليون مشاهدة. ذات مساء، جلست موري أمام حاسبها وسجّلت هذا الشريط قائلة "إن ولدت قبيحة مثلي، فلا تجزعي. ثمة خطوات يمكنك اتباعها لتكوني حسنة المظهر بعض الشيء". لقد اختفت عيناها الزقاوان تحت طبقة من مسحوق التجميل والأهداب الاصطناعية وأحمر شفاه جامد. خلال دقيقتين ونصف، حوّلت نفسها من فتاة شاحبة إلى فتاة جذّابة. "ما من عقار للقبح، لكن يمكنك الاستفادة من بعض الخدع البصرية". لينتهي الفيديو بحملها شهادتها بسخرية. لقد اتصلت بأمها قائلة "أمي لقد حمَّلت هذا الفيديو على الانترنت وأقسم لك إن كثيرين يشاهدونه". كما قالت ديبورا موري مستشارة التسويق. لم تنزعج الأمّ بل ضحكت مع 5 ملايين مشاهد في الأسبوع الأول. لم يتغيّر نمط أشرطة جينا ماربلز، بخلاف بقية مشاهير يوتيوب الذي يستثمرون كاميرات وإضاءة وقيماً إنتاجية أفضل. وفي اثنين مشرق هذا الشتاء، سمحت موري لمراسل بدخول منزلها الذي استأجرته بقيمة 1.1 مليون دولار في سانتا مونيكا والذي يتميّز بديكور معاصر فوضوي. دخل فوجد علب بيتزا وبطاقة ركن على الطاولة، وصحن فاكهة فيه موزتان قديمتان. وعلى الرغم من الفوضى لن يشاهد متابعوها سوى وجهها وجدار أجرد. تبدأ العملية بسؤال المتابعين على فايسبوك عن أفكار جديدة، فتأتيها الاقتراحات: تناولي الحساء بالشوكة، أزيلي شعر إبط صديقتك الثملة، لكن في النهاية، لا تصوِّر سوى ما يمكنها القيام به وحدها في المنزل.