أم سالم مواطنة تخطت العقبات التي واجهتها كافة، وانتهت من حفظ القرآن الكريم كاملا في نهاية العقد الثالث من عمرها، وحازت إجازة في رواية حفص، وتحولت من حافظة لقصار السور إلى محفظة لكتاب الله، في مركز السركال، التابع لمراكز مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه. إنها ناجية يوسف الزعابي «أم سالم» 48 عاما، والحاصلة على بكالوريوس من كلية الشريعة جامعة الإمارات، والتي عملت موظفة حكومية في وزارة التربية والتعليم وكانت بدايتها معلمة فصل لمدة سبع سنوات، وتمت ترقيتها لمساعدة مديرة لمدة سبع سنوات، ومن ثم أصبحت مديرة مدرسة ثانوية لمدة أربع سنوات. وعن إرادتها في مواصلة ما بدأته، تقول: كنت أحفظ فقط قصار السور، ولقد راودني شعور داخلي بأن أبدأ حفظ كتاب الله، بعد تفرغي من الحياة العملية، وبالفعل أول خطوة كانت بعد تقاعدي عام 2003م، حيث بدأت في حفظ كتاب الله، في سن متأخرة، عندما كنت أبلغ الصعاب من العمر 38 سنة. وكانت بداية الزعابي في جمعية دار البر، حيث تمكنت من حفظ خمسة عشر جزءاً في 3 سنوات، لكنها انقطعت عن الجمعية لظروف عائلية خاصة، ومن ثم أكملت الحفظ والانتهاء من حفظ كتاب الله بمتابعة المحفظة ابتسام أبو نقطة، حتى أنهت حفظ القرآن الكريم بأكمله خلال ست سنوات من عام 2003 إلى 2009. ولفتت الزعابي إلى أنها تعرضت لصعوبات، لكنها نجحت في تحديها والتغلب عليها، خاصة أن كتاب الله يبث البهجة والراحة في قلب الشخص، موضحة: عندما أقرأ القرآن أشعر براحة نفسية داخلية وعندما حفظته أصبحت قراءتي بتعمق وتدبر فجاءني شعور في صدري بأنه أصبح حديقة خضراء ذات رائحة طيبة.