بنات مكة المنحورات

كشفت "فاطمة خليل" (أثيوبية الجنسية)، والدة بنات مكة المنحورات بعضًا من أسرار حياتها الزوجية، التي انتهت بمأساة رهيبة قبل أيام قليلة في مكة، بعد أن أقدم زوجها على نحر بناتها الثلاث.  وقالت في حديث الخميس "لا أعرف أحداً من أهل زوجي، ولكن كنت أسمعه يتحدث إليهم عبر الهاتف، وكان وعدني بأخذنا إلى الباحة، أو إلى "الديرة" كما يردد لكي نتعرف على أسرته، بعد انقضاء ديونه ولكن شيئاً من هذا لم يحدث مع الأسف."

وأضافت أن زوجها كان يعمل حارس أمن في شركة وطنية، ولم يكن منتظماً في دوامه، ولا يملك سيارة يتنقل بها. وكشفت أنها لا تملك الأوراق الثبوتية لعقد النكاح أو أوراق بناتها، لأن زوجها قدمها للجهات المعنية في العاصمة المقدسة، من أجل إنهاء إجراءات الجنسية وإصدار الأوراق الثبوتية للبنات، بحسب ما أكدت.

ومن خلال حديثها بدت الأم الثكلى مصدومة، غير مستوعبة بعد لما جرى أمام عينيها، قائلة: "لن أرى بناتي من جديد، ربيتهن على الإيمان والصلاح، فأنا مسلمة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، وسأحتسب صبري لوجه الله ولن أسامحه، لأنه حرمني من بناتي، وجعلني أتجرع حسرة فقدانهن مدى الحياة"

"محيتُ صورهن"
وأضافت بكل حزن: "لقد قمت بمسح كافة الصور من جوالي، فقد تعبت من رؤية بناتي واشتياقي لهن، وكلما فتحت الجوال انفطر قلبي وأنا أعيش مع ذكريات بناتي الصغيرات اللواتي ذبحن بلا حول ولا قوة". وعن الحبوب التي كان يتعاطاها زوجها، أوضحت "فاطمة" أنها لم تشاهد هذه الحبوب، ولكنه حكى لها عن تناولها، وعندما كانت تلومه، كان يرد عليها: "إن شاء الله أتركها، ادعي لي لأكون إنسانا جيداً".

"لن أنسى الخوف الذي ملأ وجوههن"
وختمت حديثها متسائلة عن سبب هذه الجريمة، قائلة: "أنا في حيرة من أمري، أريد أن أعرف ما هو مبرر قتل بناتي وحرماني منهن بهذه الوحشية، لا يمكن أن يكون هناك مبرر إنساني لذبح بناتي بهذه الصورة، لن أسامحه مدى حياتي بعد ما رأيت بعيني ذبحهن، لن أنسى الخوف الذي ملأ وجوههن لدرجة الذهول وعدم الصراخ، وكأني أعيش كابوسا قاسيا أريد أن أصحو منه".