طالبت مومسات تونسيات الثلاثاء، السلطات التونسية بإعادة فتح ماخور مرخّص له بمدينة سوسة (وسط شرق)، أغلق قبل نحو عام ونصف بعدما تعرض لهجوم نسب الى سلفيين متشددين. واستقبلت محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) والقيادية في حركة النهضة الاسلامية، الثلاثاء، ثلاث مومسات قلن إنهن يمثلن 120 مومسا كنّ يعملن في ماخور سوسة، لعرض مشكلتهن عليها. وقالت مومس عرّفت نفسها بـ"سهير" لوكالة فرانس برس ان مومسات الماخور "يعانين" مع عائلاتهن "من الجوع والفقر" منذ إغلاقه. وذكرت بان "سلفيين غرباء عن مدينة سوسة أحرقوا قبل نحو عام ونصف (في حزيران/يونيو 2012) ماخور سوسة بعدما نهبوه، وتركونا دون عمل منذ ذلك الوقت". وأضافت "نحن نعرف ان الدولة ليس بإمكانها اليوم أن تساعدنا ماديا لأن البلاد تعاني أوضاعا اقتصادية مزرية، لذلك نطالب بإعادة فتح الماخور حتى لا نتشرّد". وقالت محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس في تصريح لاذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة، انها استقبلت اليوم في مقر المجلس وفدا من مومسات ماخور سوسة للاستماع اليهن، وذلك بناء على طلب منهن. وأضافت العبيدي "كل مواطن تونسي يطلب مقابلتي عبر مكتب الضبط، ليس لي الحق أن اقول له لا أقابلك".  وأوضحت أن المومسات سلمنها "لائحة" (عريضة) قُلن إنها تمثل 120 مومسا في ماخور سوسة، طالبن فيها بإعادة فتح الماخور. وقالت نائبة رئيس المجلس إنها استمعت إلى "شكوى" المومسات، وانها ستراسل وزارة الداخلية "للبحث عن حل لحفظ كرامتهن". ونشرت إذاعة موزاييك على موقعها الالكتروني مقطع فيديو يظهر محرزية العبدي تتحادث داخل إحدى قاعات المجلس التاسيسي مع ثلاث نساء قامت الاذاعة بالتعتيم على وجوههن. وتونس هي الدولة العربية الوحيدة التي لديها قانون ينظم "البغاء العلني" ويحدّد شروطه. وتعود ظاهرة البغاء العلني في تونس إلى سنة 1941 عندما أصدر المستعمر الفرنسي قانونا نظّم فيه هذه "المهنة". وأجاز القانون فتح مواخير في المدن التونسية الكبرى، تخضع لإشراف وزارة الداخلية. وبعد استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي سنة 1956 أبقى الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس المستقلة ثم خلفه زين العابدين بن علي هذا القانون. وفي 18 فبراير/شباط 2011، تظاهر مئات من المتشددين الإسلاميين أمام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين بإغلاق كامل بيوت البغاء الخاضعة للوزارة. وفي اليوم نفسه هاجم هؤلاء بالزجاجات الحارقة ماخور "عبد الله قش" الذي يقع في مدينة تونس العتيقة.