حاملين لافتات "انا ما متت بس غيري كتار ماتوا"  و"زمن الذكورية انتهى...باي"، شارك نحو اربعة الاف لبناني في مسيرة  بمناسبة اليوم العالمي للمرأة،، بهدف حض مجلس النواب اللبناني على اقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري في حين يشهد لبنان موجة استنكار غير مسبوقة جراء حالات نساء قضين على ايدي ازواجهن على ما يبدو  في الاشهر الاخيرة. وانطلقت المسيرة  من امام المتحف الوطني في بيروت باتجاه قصر العدل وقد نظمتها  جمعية "كفى" وهي بعنوان "إذا بدها شارع للتشريع نازلين". وقد مشى الجمهور الذي طغى عليه العنصر النسائي مع مشاركة ملحوظة للرجال ، حاملا اللافتات وصور النساء ضحايا العنف الاسري. وقد تقدمت المشاركين امهات نساء قضين اخيرا في حوادث عنف اسري وقد بدا عليهن التأثر الشديد ورحن يبكين. وشارك في هذه المسيرة ايضا فنانون وطلاب جامعيون وناشطون من كل قطاعات المجتمع الى جانب عائلات باكملها اتت مع الاولاد. وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تنتقد الذكورية، واخرى تطالب بالعدالة  وتأخذ على القضاء طريقة تعاطيه مع بعض قضايا العنف الاسري، من بينها "اضرب حساب قبل ان تضرب" "انا ما متت بس غيري كتار ماتوا" و"من الشارع الى المشرع اقروا قانون حماية النساء من العنف الاسري" و"زمن الذكورية انتهى...باي".  وهتف المشاركون بشعارات مثل "الشعب يريد اقرار القانون" وحملوا على الاطباء الشرعيين والقضاة معتبرين انهم يتساهلون بل يزورون احيانا الحقائق في قضايا العنف الاسري. وقالت ليلى يعقوب والدة امرأة شابة توفيت الصيف الماضي  بسبب ضرب زوجها لها بحسب ما تؤكد العائلة ، وهي تبكي  لوكالة فرانس برس "العدالة قبل شيء. يجب ان يحكموا ضميرهم". واكد  رجل شارك في المسيرة "طبيعي ان ينزل الرجال الى هذه التظاهرة لانه حين تتطور القوانين يتطور وطني واستفيد انا ايضا". ويفتقر لبنان الى قانون يجرم العنف الاسري. وقد اقرت اللجان النيابية المشتركة مشروع قانون يجرم العنف الاسري لكنه لم يقر بعد في البرلمان.   وينص مشروع القانون على  اجراءات للحماية منها تجريم الافعال العنفية، وهو يحدد الية حماية واضحة منها ابعاد المعتدي والتعويض  عن المتضررة  وتامين السكن لها. وقالت مديرة جمعية "كفى" زويا روحانا لوكالة فرانس برس "بدء الاهل بالحديث عن هذه الجرائم معناه انهم صاروا في مرحلة وعي بعدم السكوت عن هذا الامر. والاعلام يضيء اكثر فاكثر على هذه الجرائم. وبشكل عام اصبح هناك وعي بقضايا المرأة وضرورة مكافحة العنف ضد المرأة". وشددت في كلمة القتها على ضرورة " ان يقر المجلس النيابي القانون". وقالت  بهية إحدى المشاركات في هذا التحرك،  التي تعرضت خلاها زواجها للضرب ،  وهي أربعينية وام لاربع فتيات "اشارك لاقول كفى عنفا. يجب ألا نسكت عن الجرائم التي ترتكب  بحق المرأة". وروت لوكالة فرانس برس انها تحملت هذا الوضع اكثر من عشر سنوات موضحة "كنت اخشى ان يأخذ الاولاد إذ يحق له ذلك بحسب الشرع. في البداية، كان اهلي يتدخلون وينصحونني بالصبر، ولكن بعد فترة شجعوني على ان اتركه". وتخلل المسيرة عرض مسرحية "ناس بسمنة وناس بزيت" التي تجسد شتى اشكال العنف ضد المرأة. وتتمحور المسرحية على امرأة تسرد يومياتها ومن خلال حديثها تظهر انها معنفة وتروي كيف ماتت مسلطة الضوء على اساليب العنف التي تعرضت لها في مراحل حياتها. وترافق الممثلين ثلاث دمى هي العروس والرجل بلا رأس ودمية  ثالثة تمثل المجتمع. وقالت الفنانة اللبنانية لميا ابي عازار من فرقة "زقاق" التي تقف وراء العرض  لوكالة فرانس برس  "مشاركتنا كفنانين اساسية ولا نملك غير هذه الوسيلة للتعبير عن مطلبنا وتقديم  هذا العرض المتنقل (..) رسالة هذا العرض  اساسية  في هذه المرحلة  الراهنة خصوصا مع الجرائم التي حصلت في الشهرين الاخيرين". فقد اثارت وفاة عدة نساء لبنانيات اخيرا في قضايا عنف اسري موجة استنكار غير مسبوقة في المجتمع ووسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. فقد توفيت في منتصف شباط/فبراير كريستيل ابو شقرا جراء تسممها بمبيدات حشرات. قد تقدمت والدتها بشكوى ضد زوج ابنتها. وفي وقت سابق من الشهر ذاته افادت جمعيات حقوقية ان منال عاصي قضت بعدما ضربها زوجها بطنجرة ضغط. وفي تموز/يوليو الماضي وجدت رولا يعقوب فاقدة الوعي في منزلها في شمال لبنان وتفويت لاحقا في المستشفى. وقالت عائلتها للصحافيين انها على اقتناع ان زوجها ضربها حتى الموت لكن القضاء اللبناني اعتبر ان الدليل غير كاف ضده. وتفيد جمعية "كفى"  انه  بين 2010 و2011 كانت امراة واحدة تقتل كل شهر.