أكدت سيدة تركية محجبة، أنها تعرضت لاعتداء من قبل محتجين، إبان أحداث "منتزه غزي" المطل على ساحة "تقسيم" باسطنبول، العام الماضي. وأوضحت "زهرة دفالي أوغلو" أن مقطع الفيديو الذي بثته قناة تلفزيونية مؤخرا حول الحادث، لا يعكس الحقيقة كاملة، منتقدة طريقة تغطية الخبر، فيما لفت محاميها إلى أن المقطع "غير واضح". وقالت "أوغلو" إنه بعد نشر المقطع، الخميس الماضي، انطلقت حملة في بعض وسائل الإعلام، بهدف تشويه سمعتها واتهامها بالكذب، مضيفة: "وصل الأمر في الإعلام إلى مرحلة، وكأن سيدة لم تتعرض للضرب، وطفلتها لم تتأثر من ذلك" (طفلتها الصغيرة كانت في عربتها معها أثناء الحادث). وبينت دفالي أوغلو، التي سبق أن تقدمت بشكوى للنيابة بدعوى تعرضها للاعتداء، أن الذين لا يريدون تصديقها لن يصدقوا حتى بوجود أدلة دامغة، مشيرة إلى تقرير الطب العدلي الذي أفاد بتعرضها وطفلتها لجروح وبروز آثار كدمات لافتة أن القضية في مرحلة التحقيق. وأضافت السيدة، أنها لم تتمكن حتى اليوم، من تجاوز الآثار النفسية التي عاشتها بسبب الحادث، لذا لا ترغب في الحديث مطولا، عن الموضوع، فيما سمحت بتصوير مقطع جانبي من وجهها، أثناء الحوار معها، لحماية نفسها من أي تهديد محتمل. بدوره قال محامي السيدة، "عبد الرحمن كايا بينار" في معرض تعليقه على مقطع الفيديو:"إن هذه المشاهد أساسا غير واضحة، فيه ملتقطة من زاوية لا ترى مكان الحدث بشكل مباشر، وإنما ملتقطة من خلف لوح شفاف، لذلك لا يمكن إنكار الاعتداء، بمجرد النظر إلى هذه المشاهد". وانتقد "بينار" توصيف ما جرى "بالتدافع" في أخبار رافقت مقطع الفيديو، مشيرا أن طريقة التغطية، تستهدف خلق انطباع مضلل. وكانت الكاتبة "أليف تشاكير" من صحيفة "ستار" التركية، التقت دفالي أوغلو التي أوضحت أن محتجين اعتدوا عليها لكونها محجبة، في اسطنبول، في الأول من يونيو الماضي، بعد عودتها من رحلة إلى جزر الأميرات، وتحدث عنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قائلا:"لقد سحلوا عروس أحد أقربائي"، في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم. يذكر أن احتجاجات "غزي" بدأت بمظاهرات اندلعت أواخر مايو الماضي، احتجاجاً على نقل أشجار من المنتزه، في إطار مخطط لإعادة تأهيل المنطقة، وامتدت الاحتجاجات لاحقاً لتصل إلى مدن أخرى، شارك فيها أعضاء من منظمات غير شرعية، وشهدت أحداث عنف ألحقت أضرارا بممتلكات عامة وخاصة.