إن غياب البصر لم يغيب عن الكثير من أبناء شعبنا البصيرة لرؤية الوطن كما لا يستطيع أن يراه الآخرين فطبع الوطن في وجدان كل واحد منهم بعشق و تماهي يذوب كل واحد منهم في الأخر فلا تستطيع أن تفرق بين أحدهم انه عشق من نوع آخر عبرت عنه السيدة كفيفة البصر ثريا العطشان (أم محمد ) التي تعيش في مخيم الوحدات في الأردن لترد على من يدعون أن فلسطين ملك لهم . بدأت القصة مع وفد من الفنانين الأجانب الذين حضروا إلى بيت لحم مع الفنان الفلسطيني جمال بدوان لرسم اللوحة العملاقة بيت لحم قلب العالم في احتفالات عيد الميلاد الأخيرة ,ومع انتهاء العمل تم دعوة مجموعة العمل من الرسامين إلى أحد المنازل الفلسطينية عند صديق للدكتور بدوان . كانت وليمة كبيرة من الأطباق الفلسطينية الشعبية احتفالًا وتكريمًا لمن جاء مساندًا للقضية الفلسطينية ( المسخن والملوخيه والمحاشي والدوالي ...) تعرف خلالها الضيوف على المطبخ الفلسطيني وكرم الضيافة لهذا الشعب ,وبعد إبداء الإعجاب من الضيوف بما قدم لهم تساءلوا عن الطاهي ورغبوا في تقديم الشكر له . وقام المضيف لإحضار الطاهي فخرجت والدته متكئة على فردين من أفراد الأسرة حتى وصلت إلى مكان الضيوف فعبر لها الحضور عن إعجابهم بما قدمته وشكرهم لها وبادرتها إحدى الفنانات بالسؤال عن المسخن فماذا كان جواب هذه السيدة الفلسطينية الأصل والهوية والإنتماء .