نشرت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم قصة إحدى الناجيات من مجازر حدثت في جنوب دمشق الحجر الأسود.. واستهلت الهيئة العامة تقريرها بحديث الناجية "في الجنوب الدمشقي يقتل الرضيع على صدر أمه، وتبقر بطون النساء وتُقتل أجنتها. في جنوب دمشق لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". وتابع التقرير: لكن الذي حدث مع (ن -ش) وهي إحدى نساء هذا الجنوب المرمي في قاع المأساة "لم يعرف العالم مثيلا له"، كما تقول شقيقة الناجية والشاهدة على قبح وإجرام نظام الأسد وشبيحته والميليشيات التي تسانده. تحدثت لنا عن المأساة التي عايشتها شقيقتها في ذلك اليوم المشؤوم: "سمعنا أنه تم فتح المعبر الموجود في حجيرة (معبر الوحش)، زوج أختي كان رافضاً للخروج من الجحيم المسمى (الحجر الأسود)؛ غير أنّ أختي أجبرته على الخروج من الحجر، وذلك بسبب رضيعها الذي شارف على الموت، وابنها البالغ 13 عاما، وهو الآخر قد شارف على الموت جوعاً؛ حزموا القليل من الأمتعة التي قد تقيهم برد الشتاء وتساعدهم على الإقامة في إحدى الحدائق، ولدى وصولهم إلى المعبر المشؤوم كانت الميليشيات الطائفية بانتظارهم، فالمعبر لم يكن مفتوحاً، إنما كان فخاً لقتل أكبر عددٍ ممكن من ساكني الجنوب". تحدثنا شقيقة (ن) وهي بجانب أختها في أحد المشافي الميدانية في الحجر الأسود، غير قادرة على الحراك، حيث يقول الأطباء إنها أصيبت بجروح حادة في الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى صدمة نفسية أفقدتها القدرة على الكلام، متصاحبة بحالات من الهلوسة والصراخ المستمر، تتابع شقيقة (ن) حديثها: "قاموا بقتل رضيعها ومن ثمّ ابنها البالغ 13 سنة؛ ومن ثم قاموا بجلب زوجها (ي) وجعلوه يركع تحت أقدامهم، بالإضافة لضربه، وسبه، وشتمه، ثم قاموا بتعريته وأجبروه على ممارسة الجنس مع زوجته (ن) أمامهم، ومن ثم قاموا باغتصاب رجولته وإهانة كرامته أمام زوجته، ومن ثم قاموا باغتصاب زوجته أمام ناظريه وتبادلوها كما الدواب؛ وبعد أن انتهوا، قاموا بحرق الزوج أمام زوجته، وثم قاموا بإلقاء المرأة على طريق معمل (بردى) في الحجر الأسود حيث وجدها قريب لنا (خ) وقام بسحبها، و إسعافها إلى هذا المشفى الميداني". وتختم الهيئة القصة: ثلاثة أيام قضتها (ن) في المشفى الميداني غائبة عن الوعي، روت خلال هذه الفترة بعضا مما جرى لها على معبر الموت، وبعد استيقاظها لم تستطع استيعاب ما حصل لها، حيث يقول بعض الموجودين في المشفى إن مسّاً قد أصابها "فهي تصرخ بشكل مستمر، وتحاول إيذاء نفسها، مع عدّة محاولات للانتحار، أو غياب عن الوعي، في أي مرة تحاول أنّ تسرد ما حصل معها على ذلك المعبر". تكفف (ن -ش) دمعة نفرت من عين أختها التي رأت وسمعت ما لا يخطر على قلب بشر.