أحيت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أمس باحتفالية فنية في قاعة رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة. وكرمت الهيئة خلال الحفل الذي حضره لفيف من الشخصيات، الفائزين في مسابقة أفضل لوحة تشكيلية بمشاركة 67 لوحة أبدعها فنانون من مختلف الفئات والأعمار. وقالت نائب المفوض العام للهيئة زينب الغنيمي إن العنف ضد المرأة يُشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وأن للمرأة الحق في التمتع على قدم المساواة مع الرجل بكافة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وأوضحت أن المرأة الفلسطينية تعاني من العنف السياسي الذي تمارسه سلطات الاحتلال، وكذلك من استمرار ظاهرة العنف ضد المرأة بسبب جنسها لكونها أنثى، حيث تم رصد وتوثيق وفاة 26 حالة قتل للنساء على خلفية ما يسمى بشرف العائلة منهن 9 نساء في قطاع غزة. وذكرت أن تجاوز حالة العنف القائمة في المجتمع الفلسطيني إنما تقتضي وقفة جادة من قبل القوى والفصائل والأحزاب السياسية لنبذ الخلافات وتجاوز حالة الانقسام الداخلي كي يستعيد مجتمعنا عافيته. وشددت على أن للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مهام وواجبات للقضاء على العنف وحماية المجتمع برجاله ونسائه، مضيفة "إن حماية المرأة من العنف يقتضي سن قوانين جديدة تعطيها كامل حقوقها، وتوفر لها الحماية وصون كرامتها". وأشارت الغنيمي إلى أن الهيئة استنهضت طاقات الشباب والشابات الإبداعية للتعبير بلوحاتهم الفنية عن رفضهم للعنف ضد النساء، وهو جهد مميز يشكل خطوة هامة في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي نحو احترام المرأة، وتقدير دورها باعتبارها الشريك الفاعل في المجتمع، وخطوة باتجاه رفض كافة أشكال العنف الموجه ضد النساء. وفي كلمة لجنة تقييم اللوحات، أوضحت خلود البطران أن اللجنة التي تكونت من خمسة فنانين في المجال التشكيلي، فرزت وقيمت اللوحات المشاركة وفق أسس ومعايير واضحة تم الاتفاق عليها بالإجماع. وأكدت على مبدأ المهنية والشفافية، والوضوح والأمانة والإحساس العالي بالمسؤولية الذي عملت به اللجنة، مبينة أن الهيئة كشفت عبر تنظيم هذه الفعالية عن مواطن قوة في مجتمعنا، ومساحات جميلة يمكن الوثوق بها، وعن أفكار ومهارات يمكن أن تسهم في خدمة قضايا حقوق الإنسان، وقضايا المرأة وحقوقها على وجه التحديد. وتخلل حفل التكريم فقرة فنية تراثية قدمها أطفال من معهد ادوارد سعيد للموسيقى، وفقرة أخرى للدبكة الشعبية لفرقة أرضنا للتراث الشعبي.