كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن وجود "مافيا" متخصصّة في خطف الأطفال والنساء وتهريبهم إلى خارج البلاد، مبيِّنة أن العراق أصبح من البلدان التي تشهد ظاهرة الاتجار في البشر. وأكدت عضو مفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بشرى العبيدي لـ"العرب اليوم "إن "جريمة الاتجار في البشر كانت نادرة الوجود في المجتمع العراقي قبل العام 2003"، مستدركة "بعد العام 2003 أصبح الاتجار في البشر ظاهرة في العراق الذي تحول إلى حاضن للمراحل الثلاث للجريمة"، مبيِّنة أنه "أصبح بلد تصدير واستيراد وترانزيت وسوق عرض وسوق طلب لهذه الظاهرة". وأوضحت العبيدي أن هناك "مافيا متخصصّة في خطف الأطفال والنساء، وتقوم بتهريبهم إلى الخارج"، مؤكِّدة أن "هذه الظاهرة ارتفعت إلى أرقام مخيفة جدًا". وأشارت إلى أن "بعض القضاة لا يعرفون بوجود قانون الاتجار في البشر لغاية الآن، على الرغم من أنه قانون قديم، إلا أنهم لا يعملون على تطبيقه"، معتبرة أن "عدم تطبيق القانون يُعَد نقطة سلبية على الجهاز القضائي في العراق". ودعت العبيدي إلى "عقد ندوات ومؤتمرات لتثقيف القضاة ورجال الأمن على هذا القانون"، مُحذِّرة من أن "هذه الجريمة باتت تشكل خطرًا على المجتمع العراقي". وكانت منظمة التغيير الاجتماعي للتعليم في الشرق الأوسط، وهي منظمة غير حكومية مقرها لندن، كشفت في تقرير أصدرته قبل قرابة العامين عن اختفاء 4000 فتاة عراقية منذ العام 2003، مرجِّحة أن تكون الفتيات المختفيات وقعن في قبضة العصابات المتاجرة في البشر بهدف الاستغلال الجنسيّ أو الاستعباد.