عاملات المنازل في الأردن

استهجنت جمعية حقوقية أردنية الإساءة إلى عاملات المنازل واعتبرتها شكلًا من اشكال العبودية، وقالت الجمعية في بيان لها، الأربعاء، أن صورًا لعاملات المنازل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رغبة من ناشرتها مشاركة الجميع في اختيار عاملة منزلية من بينهن لتعمل لديها، وعندما وقع الاختيار نشرت صورة العاملة المنزلية وقد كتبت عليها "شو رأيكم أنا قلبي مش عارف يختار شي اليوم...انسوا الأناقة بشتغل عليها".

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى أنها تستهجن وبشدة هذه التصرفات التي تبتعد كل البعد عن الإنسانية، وتجد فيه تعدياً ومساساً بكرامة العاملات المنزليات، وإساءة لهن وتعتبره شكلاً من أشكال العبودية الحديثة. وبغض النظر عن مكان هذا الفعل سواء أكان داخل الأردن أو خارجه، إلا أنه ضرب بالكرامة الإنسانية في جذورها.

وأضافت أنه وبالرغم من المساهمة الكبيرة للعاملات المنزليات من النساء والفتيات من الناحية الاقتصادية وإنعاش أسواق العمل والتأثير الإيجابي لعملهن على حياة العديد من الأسر، إلا أنهن لا يتمتعون بنفس الحقوق التي تتمتع بها العاملات في مجالات أخرى من حيث العمل اللائق ويتعرضن للتمييز والانتهاكات الخاصة بحقوقهن كالإيذاء والعنف اللفظي والجنسي والحرمان من الطعام وتأخير الراتب، والمسكن غير الصحي، وعدم وجود ساعات راحة أو إجازات والتأخير بعد انتهاء العمل، وحجز الجواز أو الراتب والعمل في أكثر من مسكن وعند أكثر من عائلة والتصرف معهن بدونية مما يتعارض مع أبسط حقوقهن الإنسانية ويجرحهن في كرامتهن.
 
وتبيِّن "تضامن" بأن عدد العاملات المنزليات في الأردن واللواتي يحملن تصاريح عمل ضمن فئة الخدمات الاجتماعية والشخصية وفقاً للتقرير الإحصائي السنوي لعام 2015 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة بلغ 49470 عاملة، وبنسبة وصلت إلى 64.6% من مجموع العاملات الوافدات البالغ 76473 عاملة، ويتركز أغلبهن في محافظات العاصمة وإربد والبلقاء والزرقاء. فيما بلغ عدد العاملات في الصناعات التحويلية 24670 عاملة، منهن 4830 عاملة سيرلانكية، وتوزع العدد المتبقي على مهن مختلفة.

وتعتبر النسبة الأكبر من العاملات المنزليات في الأردن من الجنسية الفلبينية (15636 عاملة)، والجنسية السيرلانكية (3742 عاملة)، والجنسية الأندونيسية (1233 عاملة)، وأجنبيات من جنسيات أخرى (28445 عاملة). أما من الدول العربية فقد تصدرت القائمة الجنسية المصرية (319 عاملة)، والجنسية السورية (6 عاملات) والدول العربية الأخرى (74 عاملة). وتؤكد "تضامن" بأن هذه الأرقام قد لا تعكس العدد الفعلي والحقيقي للعاملات الوافدات في الأردن، حيث أن هنالك أعداد كبيرة لم تقم بالتسجيل لدى وزارة العمل ومديرياتها المختلفة في مختلف محافظات المملكة.