رام الله -العرب اليوم
- أكدت سياسيات وأكاديميات وناشطات، أهمية تنظيم مائدة السلام النسوية في فلسطين للعام الثاني على التوالي، بالتزامن مع عقد العشرات من موائد السلام في عدد كبير من دول العالم، وخاصة من حيث طرح تصوّرات من منظور نسوي فلسطيني إزاء قضايا معوقات مشاركة المرأة في النظام السياسي والحوارات الوطنية والمصالحة المجتمعية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل حوارية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، بالتعاون مع منظمة "نساء من أجل السلام عبر العالم"، في مقريه بالبيرة وغزة عبر نظام "الفيديو كونفرنس"، لمناقشة الإطار العام للأوراق التي ستقدم إلى المائدة النسوية المنوي عقدها في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وفي مستهل الورشة، رحب مدير البرامج في مركز مسارات خليل شاهين، بالمشاركات، وأكد أهمية مائدة السلام النسوية، كونها تفتح الباب لمناقشة القضايا التي تخص واقع المرأة في فلسطين، مشددًا على ضرورة أن تبادر المرأة إلى التأثير في أجندات الحوارات الوطنية من منظور نسوي في القضايا السياسية والاجتماعية، وخاصة تلك المتعلقة باستعادة الوحدة الوطنية.
وأدارت الحوار خلال الورشة، المنسقة الإقليمية لمشروع مائدة السلام فيحاء عبد الهادي، وقالت إن مائدة السلام النسوية لهذا العام تسعى إلى البناء على توصيات المائدة الني نظمت العام الماضي، وتطرقت إلى دور ونشاطات منظمة "نساء من أجل السلام عبر العالم (Peace Women Across the globe)، وحملة نساء جادّات (Women Seriously)، مشيرة إلى أن هدف تنظيم موائد السلام عبر العالم هو خلق حركة عالمية تجمع المجموعات المختلفة في حركات النساء والسلام، من أجل إعلاء أصوات النساء في بناء السلام، وتعزيز مشاركتهن في موائد المفاوضات حول السلام بشكل خاص، وفي الحياة السياسية بشكل عام.
وتتلخص الرؤية التي تقوم عليها فكرة موائد السلام في أن العمل الجماعي هو الأكثر تأثيرًا لإحداث التغيير الاجتماعي وبسرعة.
ونوهت عبد الهادي إلى أن النساء الفلسطينيات يعشن واقع الاحتلال الإسرائيلي العنصري الاستيطاني البغيض، ويناضلن للتحرر من الاحتلال، وللمساهمة في بناء النظام السياسي الفلسطيني، على مختلف المستويات، إلى جانب مشاركتهن الفاعلة من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وناقشت المشاركات في الورشة، الإطار العام لكل من الأوراق التي ستقدمها ثلاث باحثات في مائدة السلام النسوية، وهي: رلى أبو دحو: دور المرأة في التغلب على العقبات أمام بناء نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي موحد؛ ووفاء عبد الرحمن: تعزيز مشاركة المرأة في الحوارات الوطنية، بما في ذلك الحوار حول أسس الشراكة السياسية والعقد الاجتماعي بين مختلف التيارات التي تقبل بمبدأ الشراكة؛ وهداية شمعون: تطوير مشاركة المرأة في المصالحة المجتمعية والعدالة الانتقالية في السياق الفلسطيني بعد تسع سنوات من الانقسام الداخلي.
وأكدن ضرورة مشاركة إجراء حوارات نسوية للخروج برأي نسوي موحد يدافع عن المرأة وعن حقوقها السياسية والمجتمعية، من خلال رفض البعد العشائري القائم على الأبوية وإقصاء المرأة، ورفع الوعي الثقافي لدى المجتمع والعائلة بأهمية مشاركة المرأة في النظام السياسي وصنع القرار، وتعزيز دورها في الأحزاب، ومختلف المؤسسات الوطنية، إضافة إلى أهمية تقوية جماهيرية المنظمات النسوية عبر إقامة التحالفات فيما بينها
وأشارت المشاركات إلى دور المرأة الفاعل في المقاومة والنضال الفلسطيني على مرّ التاريخ، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وفي إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، عبر مشاركتهن في الفعاليات الداعمة للوحدة، ومختلف الفعاليات النشاطات الوطنية، إضافة إلى أهمية تناول ورقة المصالحة المجتمعية أن النساء موجودات في ملفات المصالحة الخمسة. كما طرحن مجموعة من الآراء والأفكار التي تساعد على إغناء الأوراق وتطويرها.