بغداد – نجلاء الطائي
تسلل إلى غرفتها ليداعب براءة طفولتها ويسرق عذريتها لترضخ في نهاية الأمر له، وتتلاطم أمواج الشهوة الحيوانية ويخرق أمن روح كانت تضن انها بأمان معه، (ن، م) ذات الخامسة عشر عاما من سكنة العاصمة العراقية بغداد لم تتصور انها في يوم ما سيعتدي عليها من هو اقرب الناس لحمايتها من وحوش الجنس والغريزة ويصب جام غريزته الحيوانية بجسدها ويسرق (الجدُ) شرفها في واضح النهار بغياب الأم.
تروي والدة الفتاة كيف حدثت القصة لابنتها التي لم تتجاوز 15 سنة بعد أن اعتدى عليها جدها فتقول "أنا امرأة ارملة ولدي بنت واحدة وهي (ن،م) تبلغ من العمر قرابة الثمانية أعوام عندما توفي والدها وسكنا مع أبي في داره وهو وحيد بعد أن فارقت والدتي الحياة".
وتتابع " بعد أن توفي زوجي بحثت عن عمل لكي أستطيع أن اعين ابنتي بالحياة وأؤمن لها مستقبلها فحصلت على عمل بعد جهد وعناء كبيرين بالبحث عنه في وسط العاصمة العراقية بغداد".
وتكمل والدة الفتاة "أخرج صباح كل يوم للعمل وأعود في المساء مقتنية معي بعض الحاجيات الأساسية للبيت، وأترك ابنتي اثناء فترة العمل مع جدها في البيت لتخدمه وأيضا لاطمئن عليها من ضعاف النفوس وأصحاب الغرائز الحيوانية معه". وتقول إنه "ذات يوم لاحظت بعض التغيرات على جسد ابنتي وقيامها بسلوكيات غريبة ووضعها النفسي بدأ يتدهور فسألتها ما بك فقالت: لا شيء يا أمي أنا بخير لكن مريضة بعض الشيء وأحس بالإرهاق، فلم أقتنع بكلامها وراودني الشك لكن لزمت الصمت".
هنا بدأت شكوك الوالدة وتكمل "فظننت أنها في علاقة مع شاب تمارس ما يمارسه بعض المراهقين كونها قد دخلت في سن المراهقة"، مشيرة إلى أنه " ذات يوم خرجت إلى العمل في الصباح ولكن ليس للعمل بل لأراقب ابنتي عن قرب هل ستخرج من البيت وتذهب إلى عشيق مراهقتها أم سياتي اليها وتخدع جدها في غفلة منه وتدخله إلى البيت، لكنها في ذلك اليوم لم تخرج قط من المنزل بل حتى أنها لم تنظر من نوافذ المنزل فاستغربت".
وتشير إلى انني "بقيت أراقبها فترة من الزمن لكن لم يحدث أي شيء خارج البيت فرجعت ذات يوم غاضبة وانفردت بها في غرفتها وأصررت أن اعرف سبب التغيرات على جسدها وانكرت في بادئ الأمر ولكن بعد الضغط عليها وممارسة بعض الأساليب اعترفت وياليتها لم تعترف!".
وتكمل الفتاة اعترافها لامها فتقول "أن جدي قد راودني عن نفسي ذات مرة وحاول أن يغريني ببعض الأموال والحاجيات لكنني رفضت، وكرر هذه الحالة غير مرة إلى أن جاء اليوم الذي خدعني به وتلمست يداه جسدي وداعبني عندها استسلمت له وبقي يمارس غريزته معي إلى أن حدثت التغيرات على جسدي وانكشف الأمر على يديك".
والدة الفتاة قامت بعد السماع من ابنتها بدعوة أخوتها لكي يضبطوا الجد متلبسا بالجرم المشهود "قمت بإبلاغ اخوتي بالأمر وقمنا بمراقبته وعند خروجي للعمل وبعد فترة وجيزة دخلنا فجأة إلى البيت وأسرعنا إلى غرفة ابنتي فوجدنا الجد يمارس جريمته وأراد اخوتي أن يقتلوه ولكنني منعتهم وقلت لهم القانون يأخذ حقنا منه".
الأم جن جنونها وطار لبها فلم تتصور أن الجد هو من فعل ذلك وعند مسك الجد متلبسا بالأمر قال "أنا أولى بها من الغريب وهل تريدينها أن تمارس الغريزة مع الشباب الغرباء لكي تفضحنا أمام الناس، فعندما رـيتها تكبر ودخلت سن المراهقة أردت أن اكبح جماحها في المنزل وعلى يدي".
المحامية والخبيرة في حقوق الانسان نبراس العزاوي تقول إن "الأم في احدى ورشات العمل التي نقيمها حدثتنا عن هذه الجريمة التي قام بها الجد بكل وقاحة ودناءة وكيف عالجت الأمر فقمنا بتقديم الدعم القانوني والنفسي لها". وتعزوا الخبيرة بحقوق الإنسان ذلك إلى " البيئة التي نشأت فيها العائلة وضعف المورد الاقتصادي وكذلك قلة الوعي الثقافي لدى العائلة مما ساعد على ارتكاب هذه الجريمة".
الباحثة الاجتماعية في جمعية نساء بغداد سجى عبد المطلب تتحدث عن رصد حالات زنا المحارم في بغداد فتقول إن "جمعيتنا لديها 4مراكز استماع تقوم بالاستماع إلى النساء اللواتي يعانين من العنف، حيث يوجد في كل مركز باحثة اجتماعية متخصصة وهذه المراكز متوزعة في بغداد، منطقة المعامل ومنطقة الأمين ومدينة الصدر وكذلك منطقة الكرادة الفرع الرئيسي".
وتضيف أن "هذه المراكز رصدت عدة حالات في المحاكم بإقامة نساء دعاوى زنا المحارم حيث يقوم الأب أو الأخ بالاعتداء على أخته أو أمه، ولا تستطيع المرأة بالحديث عن ذلك نتيجة الخوف وليس لديها القدرات والإمكانات بالمواجهة، وتخشى كذلك الفضيحة الاجتماعية لذلك أغلبهن يتسترن على هكذا جرائم". وتشير إلى أنه "لا يوجد سن محدد لارتكاب زنا المحارم حيث تكون أعمار النساء من سن 10 سنوات إلى ما لا نهاية".
وتلفت الباحثة الاجتماعية إلى أن "الباحثات في الجمعية تُقمنَ بمحاولة ارشاد النساء التي تعرض لهكذا حالات فقط، ولا تستطيع الجمعية التدخل نتيجة عدم قبول الأم خوفا من تزايد المشاكل، إضافة إلى ذلك الخشية من القتل في حين افتضاح الأمر، ولا يوجد ايواء لمثل هذه النساء لحمايتهن، ويبقى دور الجمعية فقط الإرشاد ومحاولة طرح هذه المواضيع في المؤتمرات وورش التوعية للحد من هذه الظاهرة، لأنها تحتاج إلى تكاتف جهود وتوعية مجتمع متخلف".