حادث غرق مركب

لم تجد السيدة حليمة لها من عزاء سوى الدموع والأسى وهي تنظر باتجاه النهر، وذلك بعدما فقدت خمسًا من بناتها في حادث غرق مركب في نهر النيل في شمال السودان. وقد أثارت واقعة وفاة 22 طفلاً وطبيبة في غرق قارب بنهر النيل في شمال السودان يوم الأربعاء 15 أغسطس/آب، ردود فعل واسعة من الحزن لدى المجتمع السوداني.

فالأطفال هم طلبة مدارس كانوا يعبرون إلى الضفة الثانية من النهر للحاق بالدراسة، جاؤوا من عدد محدود من الأسر وقرية واحدة. وفقدت حليمة وزوجها عمر سليمان البصير بناتهم الخمس وهن: جواهر وريم وتوسل وفاطمة اللائي يدرسن بمرحلة الأساس وشقيقتهن الكبرى رهام التي تدرس بالمرحلة الثانوية.

وفي وقت سابق تم تداول صور البنات الخمس في صورة قديمة لهن، ومن بعدها انتشرت صورة الوالد المكلوم وهو يجلس في بيت العزاء الذي كان بجوار النهر في انتظار انتشال الجثث من النهر الهائج في شهور فيضانه المستمرة من يوليو/تموز إلى أغسطس/آب في موسم الخريف. والآن يتم تداول صورة الأم وهي يعتصرها الألم في وسائل التواصل الاجتماعي، في السودان وخارجه، وهي تعيش حالة من الحزن الكبير على الفقد الجلل.

واستخدم السودانيون على تويتر عددًا من الهاشتاغات للتعبير عن الحدث المأساوي، منها: "#شهداء_العلم،#أطفال_المناصير، #غرق_22_تلميذ_سوداني، #غرق_تلاميذ_المناصير"، والمناصير هي القبيلة التي ينتمي إليها هؤلاء الأطفال الضحايا.

وعبر رسام كاريكاتير من الهواة "بشرى" في صفحته Boushra Cartoonist على "تويتر" عن هذه المأساة برسم خمس بنات يقلن لأمهن: "يمه الجنة من هنا".