جثة ـ أرشيفية

ومن الوحدة ما قتل، تسببت وحدة فتاة لا يتجاوز عمرها الخامسة عشر عامًا عقب وفاة والداتها ووالداها إلى تحكم عائلة الأب وشقيقها في حياتها وسلوكها، وعندما قررت المكوث في المنزل والاكتفاء بالحياة وحيدة لم تستطيع الاستمرار فتوجهت للحياة برفقة إحدى صديقاتها، فكان مصيرها التعذيب والتكبيل في الرقبة مثل الحيوانات حتى الموت على يد الأخ الأكبر.

انتقلنا إلى منطقة عزبة خليل، في منطقة المعصرة، لكشف ملابسات مقتل الفتاة التي ما زالت في عمر الزهور، ورفضت عائلتها الحديث مع الصحافة، فتم التقابل مع السيدة «أم أحمد» بائعة فراخ أمام منزل الضحية، التي أكدت أن الفتاة تدعى «ميار» وعمرها 15 عامًا.

وأوضحت السيدة أن البنت توفت والداتها وهي صغيرة منذ أكثر من 7 أعوام، ولأنها كانت تسكن في بيت عائلة والداها كانت تجد أن الجميع يتحكم فيها وفي تصرفاتها، مما جعلها تفضل الحياة بمفردها خاصة عقب وفاة والداها منذ عام تقريبًا، جعلها تضيق الحال أكثر من عائلة الأب ومن شقيقها وتصرفاته وعندما مكثت وحيدة في الشقة كان الجميع لا يسأل عنها ولا يعير اهتمامه أحد، خاصة أنها غير متعلمة ولم تذهب للمدارس.

وأردفت «أم أحمد» البنت كانت بتستغل أنها تشتري طلبات من المحلات في الشوارع وتتأخر عن العودة للمنزل، فكان شقيقها دائما يتعدى عليها بالضرب، ولكن في الفترة الأخيرة ذهبت الفتاة للعيش مع أحد صديقاتها لمدة تزيد عن شهر عقب هروبها من المنزل، ما جعل شقيقها يبحث عنها حتى عثر عليها.

وقالت السيدة إن شقيق الفتاة تعدى عليها بالضرب بمساعدة زوج شقيقته، ثم قيدوها بجنزير في الرقبة داخل المنزل لمدة 3 أيام دون أكل واستمروا في تعذيبها حتى شعرت بأعياء ونقلوها إلى مستشفى الدمرداش، حتى توفت الفتاة.

من ناحية أخرى، قرر المستشار أحمد سليم، رئيس نيابة حلوان حبس سباك وزوج شقيقته، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهما بتعذيب شقيقة الأول حتى الموت في المعصرة، وتشريح جثة المجني عليها، والتصريح بالدفن.

تبلغ لقسم شرطة المعصرة باستقبال مستشفى الدمرداش «ميار.أ»، ربة منزل، مصابة بحالة غيبوبة ولا يمكن استجوابها.

بسؤال عمتها «مرفت.ن»، ادعت قيام المصابة بابتلاع كمية أقراص غير معلومة لمعاناتها من اضطرابات نفسية، إثر وفاة والديها، وأنها سبق لها إقدامها على الانتحار عدة مرات، ولم تتهم أو تشتبه في إصابتها جنائيًا.

وبتاريخ 29 الجاري أخطر مستشفى الدمرادش بوفاة المذكورة، بالانتقال ومناظرة الجثة تبين وجود إصابات قديمة عبارة عن جرح قطعي صغير بالجبهة، وآثار كدمات بالرقبة، ويشتبه جنائيًا في الوفاة.

بإجراء التحريات أمكن التوصل إلى أن المجنى عليها تقيم بمفردها بالشقة المشار إليها، وأن وراء حدوث ما بها من إصابات التي أدت إلى إصابتها بحالة غيبوبة ووفاتها كلا من شقيق المجنى عليها « شريف. أ»، 26 عامًا، سباك، «علاء.ج»، 25 عامًا، مبيض محارة، زوج شقيقة المجني عليها.

بإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهما، أسفر أحدهما عن ضبطهما، وبمواجهتهما بالمعلومات والتحريات أيداها وقرر الأول أنه نظرا لاعتيادها الهروب إلى الشقة سكنها، والإقامة بأماكن غير معلومة لديه، قام والمتهم الثاني باحتجازها بالشقة.

وبتاريخ 25-2-2018م تلاحظ له إصابتها بحالة إعياء شديد وخروج إفرازات من الفم قام بنقلها إلي مستشفى حميات حلوان ثم مستشفى قصر العينى وأخيرًا مستشفى الدمرادش، وأنها كانت في حالة غيبوبة منذ التاريخ المشار إليه إلي أن توفت.