الدوحة - العرب اليوم
أكدت السيدة ميشيل أوباما سيدة الولايات المتحدة الأمريكية الأولى على ضرورة تعليم الفتيات في سن صغيرة والاستمرار معها حتى المراحل النهائية من التعليم، مشددة على ضرورة المصارحة والصدق مع النفس عند مناقشة مشاكل تعليم الفتيات والمساواة بينها وبين الرجل في هذا الحق وضرورة حصول أي طفل على وجه الأرض على حقه في التعليم.
وركزت السيدة ميشيل أوباما أثناء كلمتها في افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم الذي انطلقت فعالياته رسميا اليوم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات على موضوع الفتيات، وكيفية حصولهن على فرص متساوية مع البنين في التعليم وخاصة في المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أن الأمر يختلف على مستوى المرحلة الثانوية حيث ينظر إلى المرأة كجسد فقط دون الالتفات إلى ذكائها وقدراتها العقلية والإنتاجية.
وأكدت على أنه لا يمكن مواجهة التحديات التي تواجه تعليم الفتيات إلا بشكل متكامل ونظرة شاملة عن طريق توفير سبل المواصلات الآمنة والتصدي للثقافات والمعتقدات الخاطئة التي تحقر من شأن المرأة وقدراتها الذهنية والإنتاجية.
وأدانت سيدة أمريكا الأولى الاعتداءات المتكررة على النساء، مشيرة إلى الاحداث التي عانت منها الفتاة “ملالا” حين أطلق عليها أفراد من حركة طالبان في باكستان الرصاص عندما تحدت رؤيتهم حول التعليم، وكذلك الفتيات اللائي اختطفن في نيجيريا، واللاتي يتعرضن لمختلف أنواع الاضطهاد في عدد كبير من الدول.
ونوهت بضرورة مساعدة أهالي الفتيات برسوم الدراسة في المناطق الفقيرة والملابس والأدوات وبناء المدارس وتمكينهن في المجتمع والعمل حتى نستطيع الاستفادة من نصف المجتمع.
وحثت السيدة ميشيل أوباما المشاركين في المؤتمر على الاستثمار في تعليم الفتيات، وفي بناء المدارس وتجهيزها بالمواصلات، وربطها بالتكنولوجيا العالمية، لافتة إلى أنه ومن موقع السيدة الاولى بالولايات المتحدة تعمل مع عدد من قادة العالم لتحقيق هدف التوسع في تعليم الفتيات، مع الوضع في الاعتبار أن هذه الاستثمارات وحدها ليست كافية.
وروت السيدة أوباما قصتها الشخصية والفرص التي حصلت عليها بالمقارنة مع جدتها ووالدتها، مشيرة الى أن قليلا جدا من الفتيات من كن يجدن الفرصة في كليات مثل الطب والحقوق لكن الآن زادت أعدادهن بصورة كبيرة تفوقت في كثير من الجهات والجامعات على أعداد الرجال.
وأضافت أنها تعتبر نفسها محظوظة ففي الوقت الذي كان المجتمع ينظر إليها كصاحبة فرصة أقل، إلا أن أسرتها ألهمتها ووقفت خلفها لبذل مزيد من الجهد لأنها آمنت بها /ميشيل أوباما/ وبموهبتها، وهذا ما فعلته درست وتعبت ودخلت جامعة مرموقة، ثم أصبحت محامية ثم مديرة واستطاعت أن تكون في البيت الأبيض الأمريكي.
وأوضحت السيدة أوباما أنه في كل خطوة تتقدمها النساء الشجاعات يقف خلفها رجال شجعان كافحوا من أجل إنهاء التمييز وإعطاء فرصة أفضل لهن.
وقالت إن أهداف الالفية للتنمية المستدامة التي تبحثون فيها وهي توفير التعليم بشكل متكامل وشامل لا يمكن تحقيقها بشكل منفصل، فمثلا لا يمكن تأجيل مشكلة تعليم الفتيات لحين معالجة معتقدات مجتمعات معينة حول تعليم المرأة، ففي الوقت الذي يجب علينا أن نوفر مواصلات آمنة للفتيات للوصول إلى المدارس فإن علينا التصدي للأنماط الثقافية التي تشكل خطرا على تعليم الفتيات.
وطالبت أوباما بالتصدي للإفلات من العقاب الذي يسود في بعض المجتمعات التي تتعرض فيها الفتيات للاغتصاب والتعدي.
وطالبت بحث أهالي الفتيات على عدم الزواج المبكر أو حصرهن في العمل المنزلي، ونشر هذه الأفكار في المدارس والمدن الكبيرة والبرلمانات والقرى حول العالم.
وقالت السيدة أوباما إن تعليم الفتيات يساعدهن على توفير حياة أفضل كما أنه يساعد في تحسين الناتج القومي الإجمالي، ولا يمكن لدول أن تحدث تحولا إذا تجاهلت نصف قدرة مواطنيها، وأكدت أن مساواة المرأة في سوق العمل ليس قضية المرأة وإنما قضية الجميع.