الافغانية عزيزة رحيم زاده في كابول

نجحت عزيزة رحيم زاده ابنة الرابعة عشرة بإقناع اشقائها الاكبر سنا بافتتاح مدارس للاجئين وتوفير المياه الجارية لأكثر من مئة عائلة، في خطوة جريئة دفعت بالكثيرين الى تلقيبها بـ"ملالا الافغانية".

ومما يزيد من عوامل المقارنة هذه ان عزيزة رشحت اخيرا للجائزة الدولية للسلام للاطفال، وهي جائزة سبق ان حصلت عليها ملالا.

وهي تعتزم، على غرار ما فعلته نطيرتها الباكستانية، ان توظف شهرتها في مناصرة الحق في التعليم في بلد لا تتوفر فيه مقاعد الدراسة للجميع.

ولدت عزيزة في كابول، وفيها نشأت في مخيم للاجئين اذ ان عائلتها هربت من شمال البلاد فيما كان نظام حركة طالبان يتهاوى امام ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتقول "كل هؤلاء الاطفال هم اطفال حرب، لقد عانوا كثيرا من الحرب، وانا اعطيهم النصائح واشرح لهم اهمية التعليم".

وتضيف لمراسل وكالة فرانس برس في البيت الذي تقيم فيه مع افراد عائلتها السبعة "غالبا ما يكون والدوهم غير متعلمين، ولذا يتعين علي ان اقنعهم هو ايضا".

وقد جذبت انشطة هذه الفتاة اهتمام السيرك الصغير المتنقل، وهي منظمة غير حكومية اسسها الدنماركيان بيريت مولهوسن ودايفيد مانسون اللذان يقيمان في افغانستان منذ سقوط نظام طالبان.

ويجول هذا السيرك في مناطق افغانستان مقدما الترفيه والثقافة للاطفال، ومستعما الى مطالب السكان المحليين الذين تبلغ نسبة من هم دون 35 عاما فيه 60 %.

ويقول دايفيد مانسون "لقد اثارت عزيزة اعجابنا، انها تفكر اكثر من غيرها وتدافع عن مصالحهم..انها محامية عن الاطفال الاخرين".

ففي اول اجتماع عقده القيمون على السيرك مع اطفال المخيم البالغ عددهم 500، تمكنت عزيزة من شرح المشكلات التي يعانون منها، واهمها النقص في المياه الجارية.

فقد كان الاطفال مضطرون الى المشي مسافات طويلة لجلب المياه، الى ان تمكنت عزيزة من اقناع السلطات بمد انبوب مياه يغذي المخيم حيث تقطن 144 عائلة.

أما المسألة الثانية التي اثارتها فهي التعليم، اذ ان الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون ومنها عدم امتلاكهم اوراقا ثبوتية حرمهتم من التسجيل في المدارس في العاصمة، فيما تنظر السلطات الى اللاجئين على انهم مقيمون مؤقتون خارج مناطقهم وتدعوهم الى العودة من حيث اتوا.

لكن بمساعدة السيرك الصغير تمكنت عزيزة من الضغط على المسؤولين وايصال الصوت الى البرلمان الافغاني، وصولا الى الاستحصال على قرار يسمح لاطفال اللاجئين بالتسجيل في مدارس العاصمة.

ويستفيد من هذا القرار 25 الف طفل يقيمون في مخيمات كابول البالغ عددها 59.

ويقول دايفيد مانسون "لقد كانت تلك خطوة جبارة، لقد اتى اليوم الذي رأيت فيه كل هؤلاء الاطفال بزي المدرسة".

ويرى شريكه بيريت مولهوسن ان عزيزة تتمتع بالقدرة على الدفاع عن حقوق الاطفال دون ان تستفز قيم المجتمع المحافظ الذي تعيش فيه، والذي يندر ان توجد اناث ناشطات في سبيل تحسين اوضاعه.

وعزيزة اليوم واحدة من ثلاثة مرشحين للجائزة الدولية للسلام للاطفال، الى جانب الليبيري ابراهام كيتا، وجينيشا بو من بورتوريكو وهما في السابعة عشرة من العمر.

وستصدر نتائج الجائزة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في هولندا.

تشعر عزيزة ان مهمات كثيرة تنتظرها. وتقول "يوما ما ستتوقف المنظمات الدولية عن تقديم المساعدة، علينا ان نعزز مؤسساتنا لتحقيق العدالة الاجتماعية".