المرأة الكويتة

قال رئيس الشعبة البرلمانية رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم هنا اليوم ان المرأة الكويتية ناضلت لعقود طويلة وبصبر ومثابرة وايمان بقضيتها حتى وصلت الى اليوم التاريخي المشهود الذي نالت فيه حقوقها السياسية "ترشيحا وانتخابا".

جاء ذلك في كلمة للغانم امام جلسة المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي تناقش في دورتها ال 131 موضوع (المساواة بين الجنسين وانهاء العنف ضد المرأة).

وقال الغانم ان "الكويت شهدت تجربة طويلة ومخاضية في سبيل اعطاء المرأة حقوقها السياسية ونضالا مجتمعيا وسياسيا طويلا استمر عقودا" مضيفا انه برغم الانتكاسات المتتالية التي شهدتها تلك التجربة النضالية فان تلك الانتكاسات لم تفت في عضد المرأة الكويتية.

وأضاف " لقد كان عنوان هذا النضال هو المثابرة والصبر والايمان بالقضية .. نضال سياسي سلمي سلاحه الوعي".

وأشار الى حالات التبني البرلمانية خلال السنين الماضية لتلك القضية "والتي تم وأدها واحدة تلو الاخرى " مستدركا " مع كل انتكاسة كان ثمة حالة من الوعي تتزايد وتترسخ حتى جاء اليوم التاريخي الموعود في 16 مايو 2005 عندما نالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية انتخابا وترشيحا".

وتطرق الغانم الى مسيرة نضال المرأة عالميا من اجل نيل جميع حقوقها المشروعة قائلا " ان تلك المسيرة الحافلة تتقدم برغم كل الظروف غير المواتية أحيانا وبرغم حالات التراجع والنكوص المؤقتة وكأنها شيء أشبه بقدر مكتوب ومصير محتوم مدعومة بمنطق التطور التاريخي للانسانية".

وأضاف "صحيح ان تلك المسيرة تأخذ أحيانا حاصلها الزمني والتاريخي وتبدو أحيانا بطيئة ومتثاقلة مما يبعث اليأس والقنوط في روح المرأة الا انها مسيرة جامحة برغم بطئها الظاهر".

وذكر أن "ما تحقق في اخر مئة عام على صعيد حقوق المرأة كان ثوريا ومتسارعا مقارنة بالعصور الطويلة التي شهدت ركودا وجمودا حقوقيا في مسيرة الانسان الطامح الى نيل حقوقه والتمتع بآدميته التي كرمها الله سبحانه وتعالى ".

ونبه الغانم الى ان الاحتفاء بما حققته المرأة من مكاسب يجب الا يدفع المجتمع الدولي الى التغافل عما تعانيه المرأة من مشكلات وهموم وعما تصبو اليه من أحلام وتطلعات.

وقال في هذا الصدد " مع الدعوة الى رؤية النصف الممتلئ من الكوب والاحتفاء بما تحقق .. علينا الا نتكاسل ونركن الى الراحة .. فثمة تحديات حقوقية امام المرأة وخاصة في دول العالم الثالث والعالم العربي من بينها ..هناك المزيد من الحقوق الخاصة بالمرأة تضيع وتهدر".

وذكر "لعل من نافل القول التأكيد على ان الحقوق الانسانية برغم قدسيتها فانها ليست حزمة واحدة ..هناك حقوق أساسية ومصيرية وضرورية لا تقبل التسويف والتأجيل حقوق مطلقة عابرة للأديان والثقافات والقارات ... وهناك حقوق نسبية وحقوق خلافية وحقوق مرتبطة بثقافة المجتمع وطريقة عيشه".

وأضاف " وعليه يمكن ان نتفهم المماطلة في الحقوق النسبية وتأجيلها وتسويفها .. لكن لا أحد يمكن أن يتفاوض ويساوم على حقوق المرأة الاساسية وخاصة تلك المتعلقة بكرامتها وآدميتها .. وعلى رأسها ضرورة انهاء ممارسة العنف على المرأة ".

وقال "نحن هنا نتحدث عن كل انواع العنف .. العنف الأسري والعملي وعنف الشارع والعنف الممارس في أوقات الحروب والصراعات المسلحة .. نتحدث عن العنف الجسدي واللفظي .. عن الامتهان المعنوي والحسي معا ".
وتحدث الغانم في كلمته عن أوضاع المرأة في الشرق الأوسط والعالم العربي قائلا " ان نظرة سريعة على المشهد العالمي ستكون مدعاة الى الحزن والكدر الانساني .. وصورة مقطعية سريعة على منطقة الشرق الاوسط بالتأكيد ستكون أكثر حدة ووضوحا ".
واوضح ان ما يحدث في غزة وسوريا وشمال غرب العراق حاليا "صور يومية معاشة عن هذا الكم من العنف والاعتداء والامتهان الموجه الى المرأة مشيرا الى ان المرأة والطفل هما العنوانان الأكثران مأسوية في كل الصراعات المسلحة تاريخيا.

وخاطب الغانم المؤتمر قائلا " ما يحدث للمرأة في الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط عار علينا جميعا مجتمعا دوليا وأمما متحدة ودولا عظمى ومنظمات حقوقية عالمية وعار كذلك على السياسيين والمثقفين والحقوقيين ورجال الدين ورجال القانون فحق المرأة في الحياة قبل كل شيء موضوع يجب الا يضيع في أتون المناورات السياسية والتنظير البارد وترف الدراسات الاستراتيجية المتأنية".

ودعا الى عمل دولي منظم من اجل التعاطي مع هذا الملف مشيدا بخطوة المؤتمر في اختيار هذه القضية كموضوع للنقاش العام.

واعرب الغانم عن استعداد مجلس الأمة التام للمشاركة والتفاعل مع كل محاور البحث لهذه المسألة والاستعداد المبدئي لاستضافة وتبني أي نشاط او فكر عملي يقترحه المؤتمر لتسليط الضوء على حقوق المرأة ولاسيما تلك المتعلقة بضرورة انهاء العنف ضد المرأة.