منع الخجل المرأة السعودية من خوض غمار فن الكاريكاتير، حيث إنه يعتبر فن تعرية المواقف، وهو ما لا يتناسب مع نعومة المرأة وحيائها وعدم قدرتها على الوصول لأماكن يصل إليها رسام الكاريكاتير. واتسم الكاريكاتير السعودي بمجاراته لمراحل الفكر والثقافة والنهضة التنويرية في حياة المجتمع، وصاحب المجتمع في مراحل عدة معالجا وراصدا قضايا متنوعة رياضية واجتماعية وفنية، بمستوى ومدى عال يظهر به تأثير الفن على تلك الثقافة، وشارك في نشر ثقافة الحوار ودعم تمازج الحضارات المختلفة. كما أنه لعب دورا فاعلا في ترسيخ الهوية السعودية والقيم الإنسانية للفرد والمجتمع، وأسهم في النضال الإعلامي ضد الفساد. ويعد الكاريكاتير فنا ساخرا من فنون الرسم، وهو تصوير قد يبالغ في إظهار الملامح العامة أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي الذي يرصد ويحلل من خلال الرسم وقد يعكسه للمجتمع أبلغ بكثير من المواد الإعلامية بمختلف أساليبها. ونجح هذا الفن إلى حد كبير في تحقيق المعادلة بين الطرح المتزن، والبعد عن التجريح، وحرية الإبداع والتعبير النابعة من القيم والتقاليد، والمبادئ الثابتة للمجتمع، ما جعله يحظى بالمتابعة والاهتمام على مستوى المسؤولين والأفراد والقراء بعامة، حتى أضحى متخصصا، فكل صفحة لها رسامون يترجمون توجهها ورسالتها رسما. ويتعرض "الكاريكاتير" في الفترة الأخيرة لخطر عدم التفات القراء إليه، خاصة مع ضعف الإقبال على الصحف الورقية، واتجاه شريحة كبيرة من هذا الجيل إلى قراءة الصحف والمجلات على شبكة الإنترنت. وأيضا يعاني هذا الفن عزلة اختيارية، بسبب الثورة التكنولوجية، التي أتاحت في الوقت ذاته فرصا أكبر للرسامين للإنتاج والانتشار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يرفضه النقاد، واعتبروه نوعا من التطوير الذي لا يفقد هذا الفن مضمونه ولغة مفرداته الصورية، وإن كانوا يميلون إلى أن الأسلوب القديم وحده يبقى في أذهان الناس، من حيث القدرة على توازنه وأصالته ووصوله بطريقة أسرع.