أنقذ عمال الإغاثة فى بنجلادش، اليوم الجمعة، شابة قضت 17 يوما تحت أنقاض مبنى منهار، كان يضم مصانع ملابس بعدما سمعوا صوت استغاثة أصابهم بالذهول. وبدت المرأة وتدعى "ريشما بيجوم"، شاحبة ومنهكة ولكن لم تصب بأذى على ما يبدو، عندما انتشلت من بين الأنقاض ووضعت على محفة وسط تصفيق الحضور، فى مشهد أسر قلوب شعب تبددت آماله فى العثور على أى أحياء. وعندما انهار المبنى المكون من ثمانية طوابق يوم 24 إبريل، حوصرت بيجوم وحدها فى ركن مظلم لكنها ظلت على قيد الحياة، ساعدها على ذلك تناول رشفات من زجاجات مياه دفنت معها. وقالت الفتاة (19 عاما)، لقناة سوموى التلفزيونية، وهى ترقد فى المستشفى: "كنت أشرب قدرا ضئيلا فقط من المياه لتوفيرها". وبثت عملية الإنقاذ التى استغرقت 45 دقيقة على الهواء مباشرة، وقبل ساعات من إنقاذ الفتاة انتشل رجال البحث الجثة الألف من تحت الأنقاض. وفى ساعة متأخرة اليوم، قال متحدث باسم غرفة القيادة العسكرية، التى تنسق العمليات، إن عدد الأشخاص الذين تأكد مقتلهم وصل إلى 1050 شخصا، وهذا هو أسوأ حادث صناعى منذ كارثة بوبال فى الهند عام 1984. وقال طبيب فى مستشفى عسكرى بمنطقة سافار تخضع فيه بيجوم للعلاج للصحفيين إن حالتها مستقرة لكنها تحتاج للراحة. وتم إنقاذ نحو 2500 شخص من مبنى رانا بلازا الواقع فى ضاحية سافار الصناعية، على بعد نحو 30 كيلومترا شمال غربى العاصمة داكا، من بينهم عدد كبير من المصابين لكن لا يوجد تقدير رسمى لعدد المفقودين. وسلطت الكارثة- التى بدأت فيما يبدو إثر تشغيل مولدات لدى انقطاع التيار الكهربائى- الأضواء على الشركات الغربية التى تستغل الدولة الآسيوية الفقيرة كمصدر للمنتجات الرخيصة. واعتقلت سلطات بنجلادش تسعة أشخاص على صلة بالكارثة، من بينهم مالك المبنى، ومديرو المصانع الموجودة به.