المستشارة التربوية والاجتماعية الدكتورة شيخة العودة

شددت المستشارة التربوية والاجتماعية الدكتورة شيخة العودة، على عدم السماح للأبناء بالمبيت خارج المنزل، حتى في بيت القريب أو الجار، مبينة أن أغلب حالات التحرش في المملكة صدرت من أقارب (أخ، أب، خال، عم، سائق وجار). مبينة أن المجتمع يظن أن التعامل مع المراهق يكون عبر المراقبة أو تحميل المسؤولية والضغط غير الإيجابي وهذا خطأ فادح، مشيرة إلى 40 طريقة لحماية الطفل من التحرش عبر برنامج «لا تلمسني»، التوعوي الذي أقامته الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بالقاعة الكبرى في المنطقة الشرقية واستهدف أمهات الأسر الحاضنة والمهتمات بالشأن التربوي.

وتضمنت الإرشادات احتضان الطفل والنظر في عينيه وتوضيح الأماكن التي لا يجوز لأي أحد كان لمسها وأهمية الصراخ بكلمة (لا) في حال وقوع حادثة التحرش والتمييز بين اللمسة الجيدة والسيئة والتحدث مع شخص يثق فيه الطفل وتعويد الطفل على ترديد أنشودة كلماتها تحارب التحرش.

وتناولت العودة في محاضرتها ثلاثة محاور مهمة هي: التحرش الجنسي لدى الأطفال، والمراهقة«جسر التحولات» ، والعادات السبع للنجاح. وأكدت أن نسيان تفاصيل مرحلة ما في عمر معين يدل على حدوث الاضطراب للإنسان.

 وحذَّرت العودة الأمهات من خطورة الفقر العاطفي على الأبناء، مبينة أنه المسبب الأول لحالات تعلق الفتيات بفتيات مثلهن أو بالجنس الآخر، وذلك في سن مبكرة، مبينة أن هذا الأمر فطري ووسيلة غريزية لإشباع العاطفة، وعادة ما يتكون هذا الاحتياج في سن المراهقة، مشيرة إلى أن مراقبة الفتاة ليس حلاً مثالياً، إنما يجب على الأم غرس الثقة المتبادلة بينها وبين ابنتها، وتوفير الاحتياجات الأولية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتنمية مراقبة الله في السر والعلن، وفي حال وقوع مثل هذه المشكلات يجب على الأم التعامل معها بذكاء وعدم اللجوء إلى الحرمان أو الضرب وقالت العودة «أشرفت على كثير من هذه الحالات وهي من أبرز مشكلات المراهقات في السعودية ويتمثل الحل بتدرج إقناع الفتاة بحرمة هذا العلاقة وعواقبها حتى يتسنى لها التخلي عنها بقناعة».

 وأضافت أن مشكلات المراهقات في السعودية تنحصر في أربعة محاور هي المخدرات، التعلق، التدخين، سوء الخُلق، وهو أحد أشكال المراهقة الانسحابية أو العدوانية المنحرفة، ودعت الدكتورة الأمهات المشاركات في اللقاء إلى ضرورة احتواء الأبناء من الجنسين في هذه السن من خلال المحاورة والمصارحة وكسر حاجز الخوف باعتبارها مرحلة انتقالية للأنوثة أو الرجولة، وفيها تنشأ معظم الأمراض أو العقد النفسية.