اختيار مستلزمات الطالب المدرسي لا يقتصر على الكتب والأقلام وكيفيه اختيار الحقائب، فهناك متطلبات اخرى ذات اهمية يمكن ان تؤثر على صحة الطالب والتي بدورها ستؤثر على تحصيله الدراسي، ففي بداية كل عام دراسي يبدأ اولياء الامور في الإسراع باختيار تجهيز متطلبات المدرسة لأبنائهم متناسين العديد من المتطلبات والمواصفات الصحية لهذه التجهيزات ومن اهمها الحذاء المدرسي والحقيبة المدرسية والزي الرياضي. حيث يعاني الطلبة سنويا من ثقل الحقيبة المدرسية. وقال الدكتور اسامة كامل اللالا استشاري الجهد البدني والصحة واخصائي الأنشطة الصحية وزارة التربية والتعليم، إن راحه الطالب تبدأ من قدميه إذ يقضي الطالب ما يقارب 10 ساعات وهو يرتدي الحذاء، فيجب ان تتوفر المواصفات الصحية لأحذية الطلبة. وحذر اولياء الامور من الانجراف لرغبات ابنائهم نحو "الموضة"، مطالبا اولياء الأمور ان يراعوا ان يتم تجريب الحذاء من قبل الطالب، ويشترط ان يكون مرن لدرجة ان لا يرغب الطالب في نزعه بعد 15 ساعة. موضحا ان تلاميذ رياض الأطفال والحلقة الأولى يحتاجون لتغيير الحذاء كل 3 شهور نظرا لنمو ارجلهم بشكل سريع جداً. الأحذية وأوضح ان الأحذية الضيقة او ذات الكعوب العالية ترهق عضلات الرجلين وتضغط على وتر (اخيلس) الذي من شأنه ان يؤثر على العمود الفقري ويؤدي لتشوهات ومشاكل في الاصابع وكذلك يؤدي لعدم وصول الدم للاطراف بشكل سليم. وأكد اللالا، على عدم استخدام الأحذية ذات الكعوب العالية من قبل الطالبات ويجب ان لا يزيد الكعب المسموح به عن 15 مليمترا وذلك لأن الارتفاع الزائد عن هذا الحد سيؤدي لتشوهات في الجزء الأمامي من القدمين وكذلك يمكن ان يؤثر على وضعية الحوض والعمود الفقري. ونصح، بضرورة تجربة الحذاء اثناء الوقوف لأن ثقل الطالب يقع على القدمين، وعدم شراء الحذاء اكبر مقاسا فمن الممكن ان يتسبب في تقرح الجلد او تعثر الطالب وسقوطه ويعيق حركة المشي لديه، مفيدا بأن الحذاء غير المناسب يؤثر على وصول الدم للأطراف ويؤثر على صحة الطالب وتحصيله الدراسي. الحقيبة المدرسية وأوضح الاستشاري التربوي، أن مبادرة التعلم الذكي التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ساهمت في تغير مفهوم ثقل الحقيبة المدرسية حيث اصبحت المدارس المطبق فيها البرنامج تعمل على الأجهزة الالكترونية لاحتوائها على كافه المناهج والواجبات المنزلية. بالإضافة لجهد ادارة المناهج بالوزارة في تحويل المناهج على اقراص مدمجة لتكون في متناول الطالب، كما ان تعميم برنامج التعلم الذكي على كافة المدارس الحكومية سيساهم في القضاء على اشكاليات ثقل الحقيبة، فضلا عن وجود مدارس خاصة حتى الآن تعاني طلبتها من ثقل الحقيبة ومنع الطلبة من جلب الحقائب الجرارة. وأوضح اللالا ان الحديث في الآونة الأخيرة كثر عن الحقيبة المدرسية واثر وزنها وحملها بطريقة غير سليمة على الطلبة، وما إذا كان ذلك يمكن أن يؤذي العضلات والمفاصل ، أو يؤدي الى مشكلات تتعلق بالآم الظهر والعنق والكتفين، وتقوس الظهر أو له علاقة بتشوهات العمود الفقري، بالرغم من كل هذه الافتراضات إلا أنها لم تحسم ولم تؤكد معظم الدراسات العلمية المحكمة على أن استخدام الحقيبة المدرسية يؤدي إلى آلام الظهر والعنق عند الطلبة، وأدى هذا الافتراض إلى توصية العديد من الجهات العلمية والصحية مثل الجمعية البريطانية لآلام الظهر والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى توصية ان لا يزيد وزن الحقيبة المدرسية عن 10% من وزن الطالب الذي يحملها. كما اكدت الدراسات ان النمط المعيشي الخامل، والابتعاد عن ممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم والجلوس امام شاشة التلفاز لساعات طويلة، والاستخدام المتزايد للحاسوب أدى إلى ازدياد المشكلات التي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي والناجمة عن ضعف اللياقة العضلية الهيكلية والتي تمثل (القوة العضلية والمرونة والتحمل العضلي) فإن الأحمال الثقيلة والضغط الزائد على جسم الطلبة ربما يؤدي إلى إصابات الإجهاد. الرياضة وأفاد ان هناك جزءاً من حصة التربية الرياضية المدرسية والطابور الصباحي، مخصص لأداء التمرينات البدنية التعويضية التي تسهم ايجابيا في تعزيز اللياقة العضلية الهيكلية بشكل عام لدى الطلبة والقوة العضلية للأطراف العليا خاصة الذراعين والكتفين واليدين وذلك بهدف الوقاية من الأضرار الناجمة عن الاستخدام الخاطئ للحقيبة المدرسية وكذلك العادات السلوكية الغير صحية مثل (الجلوس الخاطئ ، قضاء ساعات طويلة امام شاشات التلفاز والكمبيوتر). إضافة إلى ان هناك العديد من العوامل التي تعيق تحديد العلاقة بين استخدام الحقيبة المدرسية ومشكلات الجهاز العضلي الهيكلي، فأغلب الدراسات التي أجريت حتى الآن تناولت الحقيبة وعلاقتها بهذه المشكلات، مع العلم بأن حدوث مثل هذه المشكلات نتيجة الأحمال الزائدة يستلزم وقتا طويلا. كما ان العلاقة بين السبب والأثر تتأثر بالعديد من العوامل مثل الجانب الوراثي، وسرعة نمو الطفل وتطوره، ونشاط الطفل البدني، والطريقة المعتادة للجلوس ووضع العمود الفقري، كما تتأثر بالعديد من العوامل المتعلقة بالحقيبة وزنها وشكلها وطريقة حملها ومدة حملها. كما أكدت بعض الدراسات الحديثة ان حمل الحقيبة المدرسية ضمن الشروط الصحية من حيث الوزن ومناسبة الحقيبة للعمر والطول يساعد على تقوية العظام وبناء كتلة عظمية قوية استنادا إلى ان زيادة الضغط الواقع على العضلات سيساهم في تقوية العظام. توصيات وأوصى اللالا المدرسة بأن يتعاون المعلمون في هذا المجال من خلال عدم إلزامهم للطلبة وخصوصا طلاب الصفوف الأولى بإحضار جميع الكتب والدفاتر والاقتصار على ما هو مطلوب في اليوم الدراسي الواحد، والإسراع في وضع الجدول الدراسي خلال فترة عودة المعلمين وقبل بدء حضور الطلبة، حتى لا يضطر الطلبة إلى إحضار كل الكتب بداية العام ولفترة طويلة. وزيادة الاهتمام والتركيز على رفع مستويات اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة لدى الطلبة، والتركيز على التمرينات التعويضية والتمرينات الخاصة بتقوية عضلات الظهر والذراعين، وايلاء التمرينات البدنية التعويضية مزيدا من الاهتمام في الطابور الصباحي، وتوعية الطلبة بالأنماط المعيشة الصحيحة ذات العلاقة. ومن خلال دور الجهات الطبية يجب الانتظام في إجراء الفحوصات الطبية الدورية للطلبة بهدف الاكتشاف المبكر لحالات الآم الظهر والتواء العمود الفقري وعلاجها، وإدراج التوعية بهذا الموضوع ضمن نشاطات القائمين على الصحة المدرسية. الملابس الرياضية أوضح الدكتور أسامة كامل اللالا أنه لا يجوز ممارسة الرياضة او الانشطة البدنية من دون ارتداء الملابس المخصصة لذلك، فالملابس الرياضية للطلبة متطلب ضروري ومهم لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار لأنه يحافظ على صحتهم أثناء ممارسة النشاط ويقيهم من المشاكل الصحية والاصابات الرياضية فيجب على اولياء الامور اختيار الملابس ضمن المواصفات الصحية. مفيدا بأن الملابس الرياضية يجب ان تحتوى عن 75% على الاقل من القطن لتساعد على امتصاص العرق والتهوية الجيدة، اما الملابس التي تحتوي على البولستارين والنايلون لا تساعد على امتصاص العرق وتسبب الاصابة بالحبس الحراري وارتفاع درجة الحرارة وتؤدي للعديد من المشاكل الصحية.