واشنطن - العرب اليوم
هناك أهمية كبرى للتطور والنمو العاطفى عند الطفل، تلك الأهمية تظهر فى الجوانب المختلفة من حياة الطفل. إن الطفل إذا كان قادرا منذ الصغر على أن يتعامل مع مشاعره الشخصية وأن يتفهم مشاعر الآخرين وحاجاتهم وأن يتعامل معهم بإيجابية فإن كل تلك الأمور ستفيده كثيرا فى الكبر. ويختلف التطور الاجتماعى والعاطفى من طفل لآخر طبقا لشخصيته والمؤثرات من حوله وكيف يتصرف الأشخاص البالغون فى حياته والفرص التى يحصل عليها الطفل للتواصل الاجتماعى بالإضافة لدرجة الأمان التى يشعر بها الطفل. إن الطفل الذى يبلغ من العمر عاما واحدا لا يزال يتعلم كيفية التعرف على مشاعره والتعامل معها، وهو فى مثل هذه السن يختبر عددا كبيرا من المشاعر ويفقد أعصابه عند الشعور بالتعب أو الإحباط، وقد يتجه الطفل أيضا للضرب والعض والصراخ والبكاء. قد يكون من الأسهل على الأم أن تستوعب أهمية النمو الجسمانى للطفل ولكنها قد تشعر بأن التطور العاطفى ليس بنفس الأهمية. ولكن فى الحقيقة فإن تعلم الطفل مبادئ مهمة مثل المشاركة أو كيفية التعرف على الأصدقاء أمر بنفس أهمية النمو الجسمانى.
التطور العاطفى للطفل له علاقة بقدرة الطفل على فهم مشاعره واستيعابها والتحكم فيها إلى جانب التحكم فى التعاملات الاجتماعية مع أفراد العائلة والأصدقاء. وعلى الأم أن تعلم أن الطفل إذا كان متطورا بطريقة إيجابية من الناحية الاجتماعية والعاطفية فإنه سيكون قادرا على اللعب بحرية وتطوير علاقاته بالآخرين وسيكون أيضا شديد المثابرة. إن التطور العاطفى والاجتماعى للطفل أمور ستساعده أيضا فى حياته كشخص بالغ وستساعده على التحكم فى ردود أفعاله. تتمحور المهارات الاجتماعية للطفل حول قدرته على اللعب مع الآخرين وقدرته على أن يكون متعاونا معهم. ويجب على الأم أن تعلم أن كفاءة الطفل من الناحية الاجتماعية لا تقتصر فقط على قدرته على التعاون واللعب مع الآخرين ولكنها أيضا تعنى قدرته على إظهار التعاطف والتعبير عن المشاعر وقدرته على أن يكون كريما. يجب أن تكون تصرفات الأم قدوة ومثالا لطفلها لأن الطفل يكون حريصا على مراقبة تصرفات من حوله. إن الطفل إذا رأى أن أمه تقدر الأخرين وتساعدهم فإنه سيتعلم كيف يتعامل مع الناس فى الخارج. وعلى سبيل المثال فيجب على الطفل أن يسمع أمه تقول كلمات مثل من فضلك وشكرا.